الوفد
صبرى حافظ
تسلل .. كوبر «الظالم»!
مع كل انتصار مصري في البطولة الإفريقية الأخيرة بالجابون تصاعدت الآمال ووصلت إلى ذروتها مع تأهل منتخبنا لنهائي البطولة رغم أن الدلائل والمؤشرات كانت تؤكد أن الصعود لدور الـ16 يعد إنجازا مع الإصابات التي توالت على لاعبينا والمشاكل والأزمات والهجوم الضاري على بعض اللاعبين والذي أفقدهم الثقة في أنفسهم.
الأرجنتينى هيكتور كوبر لم ينجُ من الهجوم حتى مع وصوله للمباراة النهائية واتهامه بأنه مدرب «منحوس» لأن انتصاراته تصطدم في النهاية بسوء حظ وضياع البطولات من بين يديه في المباريات النهائية.
ورغم كل هذه المطبات الطبيعية والصناعية قاد كوبر السفينة الى بر الأمان حتى في المباراة النهائية فاز في شوط أول امام الكاميرون وخسر بهدف قبل نهاية المباراة بدقيقتين وبهدفين للكاميرون مشكوك في صحتهما.
«كوبر» عرف جيدا امكانيات لاعبيه وبخبرته وذكائه تعامل مع كل مباراة بوعي وتكتيك مميز وفي أحيان كثيرة يكون في فكر المدرب الكثير وإمكانيات لاعبيه لا تسمح أو لا تستوعب فكره على الاقل لأن ما يراه لا يصل للاعبيه!
حققنا هذا الإنجاز رغم أننا لسنا الأفضل في البطولة بسبب ضعف اللياقة البدنية لأسباب كثيرة منها سوء المسابقة المحلية الأساسية بطولة الدوري وعدم انتظامها بشكل جيد وغياب محركها والقوى المؤثرة في مستواها حضور الجماهير والأهم من كل هذا والذى تناساه الكثيرون تجميد النشاط الكروي في مصر طوال ثلاث سنوات والذي حذرنا منه وقتها بأن تداعياته سوف تؤثر بشكل أو بآخر على الأداء ومستوى الكرة المصرية.
حققنا كل هذا وهناك منتخبات تستحق بلياقتها البدنية وتكتيكاتها أن تصل للمباراة النهائية مثل بوركينا قاسو والمغرب وغانا وغيرها والفارق ذكاء اللاعب المصري وقدرة المدرب على استغلال كل إمكانية ولو صغيرة للاعب المصري خاصة أن مواجهة منتخبات بقوتها البدنية المعروفة وفتح اللعب معها سوف يمطر شباكنا بأهداف قد تصل الى فضائح كروية.
صحيح خلا الأداء المصري من اللمحات الفنية وتجميل فوزه وتأهله بعرض اعتاد عليه الجمهور والذوق المصري الا أن التاريخ لا يعرف الجمال الكروي بقدر ما يؤرخه من انتصارات وبطولات.
كل هذا ويطالب البعض للأسف دون دراية وخبرة بالإطاحة بكوبر لأنه يسعى لتجميد الكرة المصرية ومحو جمالها ورونقها الأصيل بطريقته الدفاعية «المملة» رغم أن الرجل يقترب بقوة من تحقيق حلم التأهل لكأس العالم الذي غاب عنا 28 عاما.
كوبر مازال في مرحلة تكوين منتخب عصري قادر على اعتلاء منصة التتويج وينقصه فقط مجموعة لاعبين تنضم إلى المجموعة الحالية ساعتها سيكون للكرة المصرية قوتها الهجومية وإعادة الفن البرازيلي للكرة المصرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف