هشام أبو الوفا
حلو الكلام .. تصريحات غير سياسية
علي مدار سنوات طويلة سمعنا تصريحات غير سياسية الكثير منها كان بحسن نية وبعضها بالعكس لكنها تسببت في الاطاحة بأصحابها من مناصبهم وبعضهم ظل مغضوبا عليه بسبب تلك التصريحات. ويتفنن الصحفيون والاعلاميون في الايقاع بالمسئول سواء بغرض أو دون.
من ضمن تلك التصريحات تصريح الطماطم الشهير لرئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف الذي اصطادته وسائل الاعلام وحولته إلي جريمة فكيف لرئيس وزراء مصر ألا يهتم بأسعار الطماطم وهي من السلع الغذائية الهامة.
كذلك تصريحات وزراء خارجية مثل الذي قال عن العلاقة المصرية الأمريكية إنها زواج كاثوليكي أو التصريح الغريب لوزير العدل الأسبق المستشار أحمد الزند الذي لا نشك في وطنيته لكنه بعفوية اطلق تصريحه.. "سأحاكم أي أحد حتي ولو كان الرسول والعياذ بالله" أو زميله الذي اطلق تصريحا "رغم منطقيته" إلا انه اطاح به عن استحالة تعيين ابناء الزبالين كأعضاء نيابة أو قضاة مع احترامنا الكامل لتلك الوظيفة ومن يعملون بها وغيرها من تصريحات بعضها كوميدي مثل اغلب تصريحات غير المأسوف عليه محمد مرسي الرئيس الإرهابي المعزول كتصريح الاصابع أو ان الشرطة كانت شريكا في ثورة يناير وغيرها من اقاويله التي مازلنا نضحك علي سذاجتها وكذبها.
واخر تلك التصريحات ما قاله الدكتور محمود أبو زيد وزير الري الأسبق ورئيس المجلس العربي للمياه عندما قال في معرض الكتاب "إن توصيل المياه من الكونغو إلي مصر ممكن فنيا لكن تنفيذه صعب" التصريح ان دل فإنما يدل علي غياب عن الواقع فالوزير السابق توقف الزمن لديه منذ ان خرج من منصبه فهو لا يدري الجهود السياسية والفنية التي تبذل منذ 30 يونيو وحتي الآن في هذا الملف وكيف دارت مفاوضات طويلة وصعبة مع أطراف القضية للتخلص من العبث الإخواني في هذا الملف وكيف تحول في عهدهم من سد اثيوبيا إلي سد النهضة وكيف نقل الإخوان اجتماع رئاسة الجمهورية علي الهواء مباشرة وفيه التصريح بالتلويح باستخدام القوة العسكرية.
إذن الدكتور أبوزيد رغم قناعتي بقدراته الفنية كخبير لكنه اثبت انه لا يعي كيف تدار ملفات الأمن القومي المصري التي تتعلق بحياة ومصير الشعوب واعتقد أن مصر دخلت مشاكل كثيرة بسبب مثل تلك التصريحات غير المسئولة.
لذلك فالأفضل علي أي مسئول إما أن يقول خيرا وإما أن يصمت لاننا في مرحلة صعبة وحاسمة من تاريخ مصر.. نسأل الله لبلادنا العافية والرخاء.