المساء
كاريمان حرك
أوتار
* نواصل اليوم فتح ملف فرق الموسيقي العربية الذي بدأنا في تناوله الأسبوع الماضي وذكرنا خلاله نبذة عن تاريخ هذه الفرق وأهدافها وأن الراحل عبد الحليم نويرة كان صاحب الفكرة وأسس وقاد الفرقة الأم من خلال رؤية علمية وفهم كامل لطبيعة موسيقانا العربية التقليدية وسار علي نهجه الموسيقار الراحل حسين جنيد قائد فرقة أم كلثوم ومفهوم الاثنين قائم علي التنقيب عن التراث الذي انتقل إلينا عن طريق اسطوانات وأفلام قديمة وقام الاثنان بتدوينها وتوزيعها موسيقيا للفرقة المصاحبة وغنائيا للكورال.
ولأن هذا التراث يتضمن ألحانا صعبة مركبة وقصائد فصيحة كان يصقل الموهبة ويساعد علي تدريب الأصوات التي كان يتم اختيارها بعناية وكان ليس هناك أداء فردي إلا من داخل المجموعة ثم عندما اصبح العازفون هم القادة واختفي الفكر والرؤية وظل الجميع يدورون في فلك ما سبق تقديمه بل انتشرت موضة تقديم الاغاني المتداولة والتي سبق توزيعها ولهذا لم يعد هناك اضافة للمكتبة الموسيقية.
ولكن الطامة الكبري بدأت عندما بدأت لجان تقييم الأصوات في الأوبرا وتقسيمها لكروال وسوليست وتم تكوين مجموعة باسم "نجوم الأوبرا" يؤدون أغاني معاصرة يحفظونها من الكاسيت ولا يقفون مع المجموعة التي أصبحت مجرد كورس يخدم علي المطرب الفرد وتحولت هذه الفرق إلي فرق مصاحبة مثل فرق أحمد فؤاد حسن وصلاح عرام إلي أن جاءت منحة من اليونسكو للتراث ولأن هذه الفرق انتفت عنها هذه الصفة تم انشاء فرقة التراث عام 2004 وضمت ما تبقي من تلاميذ نويرة الذين يحفظون التراث وظلت لعهد قريب تحافظ علي أسلوب نويرة إلي حد ما إلي أن طالتها فكرة اللجان اللعينة وتقسيمها إلي كورال وسوليست وبدأ يقودها ايضا العازفون من خارجها لا يعرفون تاريخها وليست لديهم الفكرة والرؤية والقدرة علي التدوين والتوزيع ثم اصبح للأسف هناك تقلص لدور القائد الذي تتدخل الإدارة في برنامجه ونخاف علي هذه الفرقة أن تسير علي درب الفرق الأخري.
هذا المقال كتبته في هذه المساحة يوم 22 يناير 2015 وللأسف ما كنت اخشاه بالنسبة لفرقة التراث تحقق حيث سمحت لي الظروف بحضور حفل الفرقة الأخير في مسرح الجمهورية واعتراني الحزن حيث وجدتها صورة مستنسخة من الفرق الأخري.
البرنامج تضمن 13 فقرة جميعها اغان فردية واصبحت المجموعة ايضا مجرد كورس يخدم علي المطرب بل لم يكتفوا بذلك بل اعتلت المسرح مطربة من الخارج بفستان سهرة تغني فقرتها فقط ولا تقف مع المجموعة وتغني اغنية حديثة متداولة.
لم اشعر بفرق لقد اصبحت مثل فرق الأوبرا الأخري أما التراث بحثت عنه ولم اجده إلا في موشح واحد ودورين وطبعا الأداء لنجوم الفرقة المخضرمين الذين يحفظون التراث ويتمكنون من ادائه مثل أحمد محسن وعاطف عبد الحميد.. غادرت الحفل وأنا حزينة علي هذه الفرقة التي كانت الأمل الوحيد في الحفاظ علي التراث.. وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف