اليوم السابع
عادل السنهورى
«كهربا» وفك عقدة أسود الأطلسى
منذ حصول مصر على بطولة الأمم الأفريقية، فى أنجولا عام 2010، لم أشاهد هذه الفرحة العارمة، والسعادة الغامرة للمصريين، بعد الفوز التاريخى للفريق الوطنى المصرى على المنتخب المغربى الشقيق. لأول مرة منذ 7 سنوات، تزدحم الشوارع والميادين بالناس، رافعين الأعلام المصرية ومرددين بصوت واحد «مصر.. مصر». فرحة حقيقية سادت الشارع المصرى بعد فترة غياب، وتوحد المصريون تحت راية واحدة حتى لوكانت راية كرة القدم.

الفوز على الفريق المغربى الشقيق، جاءت بعد 31 عامًا لم يحقق خلالها الفريق المصرى أى فوز فى مباريات ودية أو رسمية على المغرب منذ عام 86، فى نصف نهائى كأس الأمم الأفريقية بالقاهرة، على استاد القاهرة بهدف ماردونا النيل طاهر أبوزيد، فى مرمى حارس المرمى العملاق بادو الزكى.

31 عامًا يعنى أن ثلاثة أجيال كاملة لم تشاهد انتصارًا على المغرب فى كرة القدم، إلا أول أمس، بعد إحراز محمود كهربا هدف الفوز القاتل والصعقة قبل نهاية المباراة بثلاثة دقائق حتى صدق البعض ما يسمى بعقدة الكرة المغربية أمام الفرق المصرية.

فى عام 86، كنت فى السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية فى جامعة القاهرة، عندما فازت مصر على المغرب، بهدف طاهر أبوزيد، ولا أنسى فرحتى العبثية وقفزتى حتى طالت رأسى سقف الغرفة مع أصدقائى ومن بعدها خرجنا من المغرب فى تصفيات كأس العالم، ولم نحقق عليها أى فوز.

المباراة كانت غاية فى الصعوبة أمام فريق قوى ومنظم، ويستحق التحية الكبيرة على الأداء والروح الرياضية العالية، ولم نرَ أى خروج أخلاقى أو تصرف غير رياضى من لاعبى المغرب الشقيق، وفوت الفريقان المصرى وشقيقه المغربى، الفرصة على هواة الصيد فى المياه العكرة للوقيعة بين البلدين الشقيقين، وصافح لاعبو الفريقين بعضهما البعض وهنأ الأشقاء المغاربة أشقاءهم المصريين بالفوز، وتمنوا لهم الحصول على كأس البطولة، فمصر فى النهاية هى قلب العروبة وحاملة لواء العرب فى أفريقيا.

أخيرًا انتهت العقدة بصعقة «كهربا» وزملائه من هذا الجيل المنضبط والملتزم أخلاقيًا ورياضيًا، الجدير بالحصول على البطولة والوصول إلى كأس العالم فى وجود مدير فنى لديه فكره الكروى العالى، وجهاز فنى وإدارى على أعلى مستوى.. مبروك فك عقدة أسود الأطلسى الشجعان الذين قدموا فنًا كرويًا رفيع المستوى خلال المباراة.. ومبروك مقدمًا وبإذن الله عودة المصريين بالبطولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف