الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
الهجرة مستمرة ومتجددة
صحيح ان المصطفي صلي الله عليه وسلم ومعه نفر قليل هاجروا من مظالم عانوها وعايشوها.. إلي عالم رحب وجدوا فيه الملاذ والملجأ والحماية.. والأرضية الخصبة لنشر دعوتهم الربانية.. وهو ما يدعونا جميعا إلي تفعيل كل المعاني السامية لتحقيق الثمار المرجوة من هجرته صلي الله عليه وسلم.. فالهجرة بمعناها الشرعي ليست مجرد انتقال من بلد إلي آخر وفقط بل هي هجرة عامة عن كل ما نهي الله عز وجل. هجرة من الذنوب والسيئات إلي ما يجلب الحسنات والثواب هجرة من ضيق الدنيا إلي سعة الآخرة وكل ما يؤدي إليها.
الهجرة من الحالة المتردية التي نحياها إلي استشراف المستقبل بأمل كله ثقة فيِ الله.
الهجرة بترك المعاصي والذنوب إلي المجاهدة في التقرب إلي الله سبحانه وتعالي.
الهجرة من الأحقاد والضغائن إلي الصفاء والنقاء.
الهجرة من الكذب إلي الصدق ومن الخيانة إلي الأمانة.
الهجرة من التقرب إلي العباد إلي التقرب إلي رب العباد.
الهجرة من اعتناق الأفكار الغريبة والمغلوطة والمتطرفة إلي الاعتدال والتوسط والامساك بجوهر الدين الصحيح.
الهجرة من أخلاق توارثناها إلي الامساك بسنة النبي صلي الله عليه وسلم.
الهجرة من الإيقاع بالآخرين وإلحاق الضرر بهم إلي الأخذ بأيديهم إلي الخير.
الهجرة من أمراض اجتماعية قبيحة جنينا جميعا ثمارها إلي التعاون في أوجه الخير.
الهجرة من الإمساك بالدنيا إلي الحرص علي الآخرة والعمل علي كل ما يقربنا منها.
الهجرة من الغيبة والنميمة إلي التحري في كل كلمة تنطق بها أفواهنا.
الهجرة من إيقاظ الفتن إلي لم الشمل ورأب الصدع وخلق جسور التواد والتحاب بين أبناء المجتمع.
الهجرة من الكفر إلي الايمان ومن الضلال إلي الهدي ومن المعصية إلي الطاعة.
الهجرة من الراحة والخمول والتقاعس إلي التضحية والإيثار.
الهجرة من التفرق والتمزق والاختلاف إلي الائتلاف والوحدة والتعاون والوقوف في وجه الأعداء.
الهجرة هي أن تغادر رفقاء السوء وقرناء الغفلة والمعاصي إلي مصاحبة الصالحين المشهود لهم بالإيمان والاستقامة.
والله من وراء القصد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف