المساء
محمد عمر
رؤية .. العبرة بالنهاية!
عندما ألقي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خطبته الشهيرة في جامعة القاهرة بعد أيام من توليه مقاليد الحكم في بلاده استبشرنا خيراً وقلنا وقتها انه سيكون فاتحة خير علي مصر والمنطقة وأن أمريكا ستحسن من سياستها لصالح الدول العربية والإسلامية ولكن بعد ثماني سنوات عجاف من الحكم اتضح أنه "لبسنا في الحيط" وتعاملت أمريكا مع مصر ببرود منقطع النظير لدرجة أنها علقت المساعدات التي كانت تقدمها لها.
والآن وبعد رحيل أوباما ودخول دونالد ترامب البيت الأبيض ورغم النظرة التشاؤمية التي كنا ننظر بها للمرحلة المقبلة وما سيجنيه العالم علي يد ترامب بعد التصريحات الاستفزازية التي كان يطلقها أثناء حملته الانتخابية والتي كتبنا عنها من قبل في هذه الزاوية تحت عنوان "هتلر العصر الحديث" إلا ان البدايات علي الأقل مع مصر مبشرة إلي حد ما بعد طلبه لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وإعلانه دعم مصر في حربها ضد الإرهاب وإنشاء حلف عربي دفاعي علي غرار الناتو لمكافحة هذا الوباء.
المشكلة ان البدايات دائماً تكون مبشرة ولكن العبرة بالنهاية.. فترامب بدأ فترة رئاسته بتنفيذ ما وعد به إبان الانتخابات علي الصعيد الداخلي فألغي نظام الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباماكير" وأمر بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي والنظر في مشكلة هجرة المكسيكيين إلي بلاده وغيرها.. ولكن الخوف ان ينفذ بالفعل تهديداته بطرد المسلمين من بلاده ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس وغيرها من السياسات التي تشعل الأزمات مع العالم العربي والإسلامي.
ان المليونيات التي خرجت للتنديد بتصريحات ترامب العنصرية في يوم تنصيبه واليوم الذي يليه والتي عرفت بـ "مسيرة النساء" تجعلنا نتحفظ علي سياسته القادمة وان كنا متأكدين من أن أمريكا تبحث عن مصالحها في المقام الأول.. فسياسة قادتها ثابتة علي مر التاريخ والتي تنفذ أجندة اللوبي الصهيوني بالحرف في التحكم بمنطقة الشرق الأوسط والاستيلاء علي الموارد والثروات العربية وتحقيق حلم إسرائيل الأكبر بتمدد حدودها من النيل للفرات.
علي أية حال الأيام القادمة سوف تكشف عن نوايا رئيس أمريكا الجديد ودعونا نتفاءل بحذر.. فهل سيستطيع القضاء علي الإرهاب كما وعد أم سيزيد الأمر اشتعالاً في المنطقة فالحروب التي تضرب جنبات الأمة تعد أمريكا السبب الرئيسي فيها لأنها من زرع بذرتها وأيضاً من تجني ثمارها.. وإن غداً لناظره قريب.
إشارة حمراء
عندما اساءت المطربة شيرين عبدالوهاب للفنان عمرو دياب من خلال الفيديو المسرب من حفل زفاف كندة علوش وعمرو يوسف قامت الدنيا ولم تقعد وتباري القاصي والداني بالإدانة والشجب والتنديد لأنهم يرون ان الهضبة عمرو دياب قامة فنية كبيرة وخط أحمر لا يجوز الاقتراب منه أو الإساءة إليه.. بينما عندما أساء المذيع إسلام بحيري للبخاري ومسلم وغيرهما من أئمة المسلمين الأوائل من السلف الصالح تبارت نفس الأصوات مدافعة عنه بحجة انها حرية رأي وتعبير.. أليست هذه ازدواجية في المعايير؟.. فعلاً هذا هو زمن شيرين وعمرو.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف