المساء
خالد السكران
تيران وصنافير.. إلي أين؟!
حينما كتبت هنا منذ فترة عن ضرورة "توضيب" الدستور طالما أن الكثير ممن لهم علاقات بأعضاء لجنة الخمسين التي أعدت هذا الدستور لا يقبلون بأي حال من يطالبون بإجراء تعديلات علي بعض المواد رأينا والكثير معنا أنها ستكون سبباً في حدوث مشاكل من شأنها أن تغل أيدي أجهزة الدولة عن ممارسة عملها واعتبر هؤلاء دستور 2014 قرآناً كريماً لا يجوز الاقتراب منه ولكن حقيقة الأمر تشير إلي أن بعض مواد الدستور وهذا الكلام ليس رأيي الشخصي ولكنه رأي العديد من فقهاء الدستور والقانون غير واضحة ولم تفصل بين السلطات كما ينبغي أن يكون ولهذا السبب قلت وكثير مثلي لابد من "توضيب" الدستور وبلاش كلمة التعديل اللي "بتزعل البعض" وتغضبهم.
* أعيد هذا الكلام اليوم بمناسبة صدور حكم المحكمة الإدارية العليا والتي نجل ونحترم قضاءها وجميع أهل القضاء في مصر ابتداء من معاوني النيابة وحتي وزير العدل ولولاهم لتزعزعت أركان وأعمدة الدولة المحكمة المحترمة أصدرت حكمها بمصرية جزيرتي "تيران وصنافير" مؤيدة في ذلك الحكم السابق صدوره من المحكمة الإدارية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعلق أحد علي حكم المحكمة.
* لكن الأمر يحتاج إلي وقفة جادة أمام المادة 151 من مواد الدستور المصري التي تكونت من 3 فقرات اختلف الفقهاء في القانون والدستور حولهما بعضهم أعطي الحق طبقاً للمادة الأولي في هذه الفقرة إلي جهة السيادة في توقيع وإبرام كافة المعاهدات وغيرها من أعمال السيادة والعرض علي النواب وموافقة النواب تعد موافقة نهائية والفقرة الثانية حدث حولها جدل كبير وأكد الكثير من فقهاء القانون انها لا تنطبق علي المعاهدات وأعمال السيادة وقالوا إن الفقرة الثالثة لا شأن لها بهذه الأعمال والتي اعتمد عليها المتقاضون الرافضون لاتفاقية ترسيم الحدود ولم أقصد هنا "تيران وصنافير" فقط ولكن كل ما يخص ترسيم الحدود المصرية والتي من الممكن أن تكون محل جدل بعد ذلك.
* واهم من يتصور أن أي مصري ولد علي هذه الأرض الطيبة وسقط من أقاربه وجيرانه شهداء بمئات الآلاف منذ فجر التاريخ وحتي الآن لم يحافظ هذا الشعب علي كل حبة رمل وأتحدي كل واهم من يقول إن الشباب الآن ليس لديهم الحماسة والرجولة التي تدفعهم للدفاع عن كل شبر من هذا الوطن وسوف يشهد العالم كله كيف سيهب أبناء الوطن للدفاع عن أراضيهم ويتوجهون لارتداء الزي العسكري الذي هو شرف لكل مصري وسيكون شعارهم الدفاع عن الوطن أو الشهادة مثلما فعل آباؤهم وأجدادهم علي مدار آلاف السنين وسنتحول جميعاً شيوخنا قبل الشباب إلي جنود لحماية الوطن ولم يفرِّط أحد منَّا في حبة رمل هي ملك لنا.
* أما الأهم من ذلك فليعلم كل ذي عقل أن الجيش المصري ومن تربوا فيه لم ولن يفرطوا في ذرة من رمال الوطن لأنهم يدركون جيداً كم الدماء الزكية التي سطرت أسماء أصحابها بحروف من النور سالت لتبقي مصر عصية وأبية علي كل من حاول الاعتداء علي سيادتها وكم علم هؤلاء الأبطال العالم أجمع معني التضحية والفداء.. حمي الله قيادة مصر وشعبها وجيشها العظيم..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف