بوابة الشروق
الأب رفيق جريش
الكابوجى
فقد العالم العربى وفقدت الكنيسة الأسبوع الماضى رجل دين من طراز فريد وجديد وهو المطران هيلاريون كابوجى النائب البطريركى للروم الكاثوليك بالقدس الشريف والمعروف بمطران القدس.
ولد المطران كابوجى فى حلب عام 1922 وترهبن فى الرهبنة الباسيلية الحلبية وسيم كاهنا عام 1947 وأصبح رئيس الرهبنة، واشترك فى المجمع الفاتيكانى الثانى الذى انعقد ما بين 1962 و1965 والذى غير وجه الكنيسة الكاثوليكية لتكون أكثر دعائية وقربا للناس وللأديان الأخرى وبانتقاله للخدمة فى القدس عام 1965.

عاش مآسى الشعب الفلسطينى رافضا للظلم والعدوان حتى اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1947 متهمة إياه بنقل أسلحة فى سيارته وحكمت عليه بالسجن مدة اثنى عشر عاما وتعرض لمهانة كبيرة من قبل المحققين والسلطات، وفى عام 1977 وبوساطة فاتيكانية أفرجت عنه ونفى إلى روما بشرط ألا يزور المنطقة العربية ولكن مع الوقت كسر المطران كابوجى هذا الشرط فقد كان الشغل الشاغل له هى فلسطين والقدس بنوع خاص وظلت علاقته وطيدة بكل الأشخاص المرتبطين بالقضية الفلسطينية ويزورهم ويذهب إلى المؤتمرات رافعا صوت العدل أمام الظلم.

شارك المطران هيلاريون كابوجى فى سفينة الحرية وذلك لكسر الحصار الإسرائيلى عن غزة ثم عاود المحاولة مرة أخرى مع سفينة مرمرة التى داهمتها السلطات الإسرائيلية مخلفة شهداء ومصابين وصمت العالم إزاء سرقة فلسطين ومع ذلك لم يأبه المطران العتيد أن ينثنى أمام الظلم ثم فاجأ الجميع بحضورة مؤتمر مونتره Montreux مشاركا وفد بلاده فى المباحثات من أجل السلام فى سوريا.

عرف عن المطران كابوجى تواضعه وإيمانه وجرأته ومحبته الفياضة للجميع وكان يتمنى أن يرجع إلى القدس وقد أصدرت كل من مصر وسوريا والسودان وليبيا والكويت طوابع بريد عليها صورته. أما تكريمه الحقيقى سيكون بجمع شهادات ممن عاصره ودراسة عميقة لهذه الشخصية الفريدة والسعى لجمع كل ما يتعلق لصاينة سيرته العطرة فى واقع الإيمان والحب والوطنية التى عرفت به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف