المساء
هشام أبو الوفا
أفلح إن صدق
بقدر ما كانت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تحمل بصيصا من الأمل في تغيير استراتيجي في التعامل مع دول العالم خاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط بقدر ما حملت الكثير من الدلالات حول المضمون الأكبر والشكل الاستراتيجي للرؤية الأمريكية بشكل عام. فهي لن تأخذ روسيا في احضانها وتتعامل معها بمبدأ الصديق والشريك في مستقبل العالم الذي يكاد يحترق بسبب سياسات الدولتين بل ستظل تتعامل معها بمبدأ القطب الثاني وخاصة ان السياسة الفاشلة لنظام أوباما في المنطقة أدت إلي تعاظم الدور الروسي بشكل أدي الي تراجع الدور الأمريكي الذي أيقن العالم أنه مشبوه وساهم في تفاقم الحروب والمشاكل وادي إلي انتشار الإرهاب وفناء وتهجير الملايين من الشعوب العربية وخاصة السورية.
كما أن السياسة الأمريكية نفسها لن تتغير في التعامل مع الملف النووي الإيراني الذي آثار حفيظة دول الخليج خاصة السعودية بل هو نفسه اعلن بعد فوزه ان من يريد الحماية عليه أن يدفع مقابل ذلك اي انه هناك لم ينس دوره كرجل اعمال وتاجر متعامل بمنطق ماذا ستدفع مقابل ما تريد وهو منطق سياسي معروف ضمنا بسياسة المصالح.
أما الملامح الايجابية فهي اصراره علي مواجهة الإرهاب بداية من داعش التي صنعتها المخابرات الأمريكية والذي اثبت هو نفسه عدم انتمائها له مما يؤكد أن هناك حرب مصالح قادمة بين الإدارة الأمريكية الجديدة وجهاز استخباراته الذي ثبت فشله في العديد من بؤر التوتر في العالم خاصة ملف ليبيا وسوريا ومصر وايران فتلك المخابرات ورطت أمريكا في مشاكل لا حصر لها ادت في ليبيا الي اغتيال سفيرها باموال أمريكية.
ترامب قال ان الاولوية لمحاربة داعش والقضاء عليها باعتبارها العدو الأول للشعوب وستكون المرحلة التالية هي المواجهة المنتظرة بينه وبين أم الإرهابيين في العالم وهي جماعة الإخوان التي خرجت منها كل الأفكار الجهادية والجماعات المسلحة المتطرفة وحتي تنظيم القاعدة نفسه.. فترامب يرسل رسالة الي جهاز مخابراته مضمونها أنه آن الأوان لكي يغسلوا أياديهم من تلك الجماعات التي قتلت الأمريكان قبل أن تقتل غيرهم.
وأعتقد أن المرحلة لن تكون سهلة وأخشي أن يكون مصير هذا الرجل مشابهاً لمصير جون كيندي خاصة بعد تصريح وزير دفاعه بأنه لن يقبل القدس عاصمة لإسرائيل ولا يعترف بشرعية المستوطنات وهي أمور ليت الإدارة الامريكية الجديدة تفلح في تنفيذها لنعيش حقبة تعيد لمنطقتنا العربية سكينتها وأمنها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف