الأخبار
منى العزب
صرخة قلم .. سلاح التسريبات
عندما يتم السماح بالتنصت تكون النتائج المتوقعة للأداء افضل كثيرا مما نحن فيه. فطالما ان هناك قدرة علي التجسس فلماذا لا يتم ـ اذا قبلناه ـ مع الإرهابيين والفاسدين؟ وهل يتم مراقبة المعارضين فقط؟ ام انها الإرادة السياسية، كلمة السر التي تحول كل شيء من مجرد فكرة لقيطة إلي واقع ملموس؟
التسريبات هي سلاح لمنع المعارضة، والابقاء علي نظام الصوت الواحد. إلا ان من سمح بها لم يتحسب لتأثير ذلك علي الأجيال الناشئة التي تعلمت مما حدث درسا مفاده ان التنصت مشروعا طالما يحدث برضا الكبار، وانه بإمكانك استخدام اسلحة قذرة مع من يختلف معك في الرأي كما تعلمه درسا أكثر خطورة، وهو ان الدستور ليس إلا حبرا علي ورق يمكن انتهاكه بمنتهي السهولة بشرط وجود الإرادة السياسية.
وسوف يكتسب الكثير من المعارضين الحكمة من رأس البرادعي الطائر قبل ان يفكر اي منهم في المعارضة.
لا أكتب دفاعا عن البرادعي فقد انتهي دوره السياسي منذ زمن بعيد، واتصور ان التعجيل بالتسريبات التي تزامنت مع اذاعة اول حلقة من حواره ليس الا محاولة لإثنائه عن استكمال حواره الممتد لخمس حلقات. وربما يزيد ايقاع التسريبات مع ارتفاع ايقاع ما يذيعه البرادعي من شهادة علي فترة كان قريبا فيها من مركز صناعة القرار.
واذا كانت هذه الأجهزة تعلم عنه ما تراه عملا جاسوسيا لماذا صمتت عليه طيلة خمس سنوات، ولم تقدم ما لديها للأجهزة المسئولة لمحاسبته؟ واين كانت هذه الأجهزة عندما تم اختياره نائبا لرئيس الجمهورية بعد 30 يونية؟ وهل تحملته فقط لتقديم واجهة دولية لما حدث في مصر خلال هذه الفترة؟
كلها أسئلة ستبقي مطروحة حتي تلقي اجاباتها يوما’ وأظنه غير بعيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف