المساء
خالد محسن
محنة نبض الوطن!!
تشرفت منذ عدة أيام بتكريمي في احتفالية نقابة الصحفيين بيوم التفوق ضمن الزملاء الحاصلين علي درجة الدكتوراه دفعة 2015. وجاء الاحتفال هذا العام في ظروف قاسية حيث خيمت أجواء من الحزن والأسي علي حال صاحبة الجلالة. لدي الحضور الحاشد فقد ودع الصحفيون "عام الأحزان" 2016 والذي بدأ باقتحام النقابة وانتهي بحكم قضائي بحبس النقيب والسكرتير العام وأحد أعضاء المجلس وصدور القانون الموحد. دون الاستجابة الكاملة لملاحظات الجماعة الصحفية.
وفي الاحتفال اتسم حديث نقيب الصحفيين الأستاذ يحيي قلاش بالمرارة والشجن وأيضاً كانت كلمات السكرتير العام الأستاذ جمال عبدالرحيم وهو ما عكس المزاج العام لدي أعضاء مهنة البحث عن المتاعب!
اللقطة المضيئة في الاحتفال كان الفيلم التسجيلي "نبض وطن" والذي تناول تاريخ النقابة ورصد محطات مهمة لتأسيسها وكفاح الصحفيين عبر العصور المختلفة من أجل حرية الوطن والمواطن وحرية الفكر والكلمة والتعبير. كما استعرض الإنجازات النقابية منذ إنشائها في 31 مارس 1941 وأهم المحطات والمعارك التي خاضتها والصراع مع السلطة من أجل الحفاظ علي كرامة الصحفي وقدسية المهنة. التي هي جزء لا يتجزأ من كرامة أهل مصر الأحرار.
كما عرض جانب من حياة فرسان الكلمة من والرعيل الأول للزمن الجميل وعلي رأسهم شيخ الصحفيين الأستاذ حافظ محمود مواليد عام 1907. وهو من أهم المدافعين عن حرية الصحفيين والثوابت الوطنية. واستمر قلمه ساهراً علي قضايا وهموم الأمة حتي وفاته في ديسمبر .1996
كما انبهر الحضور من الشباب بالمهارات الإبداعية المهنية لكبار الصحفيين بعيداً عن الصحافة الإلكترونية "شبه الجاهزة" وبقصص كفاحهم وخوضهم غمار حروب المهنة والقوانين المكبلة ووقوفهم صفاً في كافة المحن والصمود والنضال حتي إسقاط القانون الجائر "96 لسنة 1996".
ومع قدوم عام 2017 تتداعي التساؤلات العديدة. متي تغادر الصحافة المصرية هذه المحنة؟ ومتي تنال ما تستحق من تكريم يتواءم مع الطموحات الثورية لأهل المهنة وأهل المحروسة؟ وهل ستصمد الصحف القومية والحزبية المكبلة بالديون بعد استمرار مهزلة الجنيه "العايم"!
أعتقد أن أزمة الصحافة تعكس كافة أزمات الوطن في ظل حكومتنا الرشيدة. ومن الممكن أن تنجلي تلك الغمة بكثير من الحكمة وقليل من الصبر في زمن الفتنة والمتناقضات!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف