بوابة الشروق
الأب رفيق جريش
توقيت مريب
التوقيت الذى اختاره عضو الكونجرس دافيد تروت لإصدار قانون خاص يلزم وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير سنوى إلى الكونجرس تحت عنوان «قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية» هو توقيت مريب لأن السناتور هو من الحزب الجمهورى وعضو الكونجرس أغلبيته من الحزب الجمهورى والرئيس المنتخب دونالد ترامب والذى سيتسلم سلطة الرئاسة يوم 20 يناير المقبل هو من الحزب الجمهرى الذى قابل الرئيس السيسى فى الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة وأشاد بالرئيس وأسلوبه فى إدارة معركته ضد الإرهاب الملتحف بالإسلام السياسى عكس الإدارة الأمريكية الحالية التى هى من الحزب الديمقراطى بقيادة أوباما ــ كلينتون والتى أوقفت مساعدات كثيرة ووقفت ضد مصر كثيرا عقب ثورة 30 يونيو 2016.
إذن هناك من يريد أن يفسد العلاقة الأمريكية ــ المصرية ويجهض كل تعاون بناء ويمهد لذلك قبل ان تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة الحكم وهذا ما يجب أن ننتبه له ونعمل على صده، خاصة أن الحزب الجمهورى فيه أيضا صقور يضعون مصلحة إسرائيل فوق كل اعتبار من جهة ويرون أن الثورة الشعبية 30 يونيو هى انقلاب ضد الشرعية ونتذكر صقر من الصقور السناتور جون ماكين الجمهورى والذى أتى إلى القاهرة عدة مرات وتكلم من داخل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد 30 يونيو وأعطى للقاهرة وقتا عصيبا من الإدارة الأمريكية والكونجرس بل تحالف مع هيلارى كلينتون بهذا الخصوص. إذن ليس كل الحزب الجمهورى أحباء لمصر بل هم أصدقاء لمن يعملون ضد مصر من التنظيمات والمنظمات ويسهلون لهم الالتقاء بأعضاء الكونجرس ويقيمون معهم الاجتماعات والمؤتمرات.
فموضوع مراقبة الحكومة المصرية ومدى جديتها فى ترميم وبناء الكنائس التى احترقت فى 14 و15 أغسطس 2013 عقب فض ميدان رابعة العدوية ومشاريع النهضة هى شماعة لإفساد العلاقة الطيبة بين الرئيس السيسى وترامب وإجهاض أى تقارب والتمهيد لتعطيل أى مساعدات تطلبها الإدارة المصرية مستقبلا. ونسألهم بدورنا أين كانوا وماذا فعلوا عندما احترقت الكنائس وتهدمت جراء الأعمال الإرهابية لأصدقاء لهم؟ خاصة أن القاصى والدانى وعيون الأجهزة الاستخبارية الأمريكية تعلم تماما أن 90% من الكنائس التى احترقت تم بناؤها وترميمها فى سنتين تحقيقا لوعد الرئيس بذلك قد أوفت الحكومة المصرية والجيش المصرى بالوعد ولذلك هبت الكنائس المصرية تعلن رفضها التام لهذا القانون المزمع أن يطرح فى الكونجرس الأمريكى ليس رياء ولكن لتشهد للحق ولتعلن وتؤكد من جديد رفضها لأى تدخل أجنبى فى شئون مصر وخاصة فى العلاقة بين الكنيسة والدولة. الإدارة الأمريكية يجب أن تعرف جيدا أن سيكولوجية المواطن المصرى بعد ثورة 30 يونيو تغيرت تماما. فلم يعد يخاف أن تأخذ أمريكا على خاطرها فتقطع المساعدات كما كان النظام الأسبق يفهمنا أو توتر الجو مع أصدقاء مصر. فلم نعد نخاف فقد افتضح الأمر.
نحن نتطلع أن تكون علاقة الشعبين المصرى والأمريكى وحكومتهما تبنى على الصداقة والتفهم والتفاهم واحترام خيارات الشعب المصرى وننتبه أن هناك من يريد أن يفسد العلاقة الأمريكية المصرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف