المساء
نادية سعد
كوبري بورفؤاد العائم
أشارك أهالي بورفؤاد فرحتهم وسعادتهم بكوبري الرسوة العائم فهو أفضل هدية تقدمها الدولة لأهالي المدينة الباسلة في ذكري عيد النصر.. ظل أهالي ضاحية بورفؤاد الجميلة يتمنون وسيلة سهلة تربطهم ببورسعيد وتنقلهم من حيث يقع حيهم في قارة آسيا إلي حيث تقع بورسعيد في قارة أفريقيا وتفصل بينهما قناة السويس.. المعديات هي وسيلة الانتقال بين الحيين منذ نشأة القناة.. صحيح أنهم يحبونها وتمثل لهم تاريخا وتراثا ونزهة وترويحا عن النفس وأشياء كثيرة جعلت مدينتهم متميزة علي غيرها لكن التنمية لها شروطها التي تفرضها.
توسع العمران وامتد في بورفؤاد.. زاد عدد السكان وزادت السيارات ويوما بعد يوم أصبح العبور بالسيارة بين ضفتي القناة يتطلب الانتظار في طوابير أمام المعديات وأصبح هناك أوقات للذروة تجعل الانتقال من وإلي بورفؤاد يستغرق وقتا قد يصل إلي ساعة كاملة تتعطل فيها مصالح وقد تتهدد حياة مريض فغالبية الخدمات الطبية تتواجد في بورسعيد.. وفي الشتاء يصبح الأمر أكثر صعوبة لبطء المعديات وزيادة فترات التقاطر تأثرا بالظروف الجوية.. لذلك طالب الأهالي كثيرا بطريق بري.. وفي عهد الرئيس الأسبق مبارك كان الاتجاه لإنشاء نفق أسفل القناة لكن التكلفة العالية حالت دون التنفيذ ونفس الحال مع كوبري شديد الارتفاع علي غرار كوبري السلام الذي يصل إلي العريش.. لذلك ظل الحلم حلما.
في العامين الأخيرين ومع إنشاء قناة السويس الجديدة دخلت مشروعات شرق التفريعة مرحلة جادة جدا وهي مشروعات عديدة ومتنوعة.. إنشاء هذه المشروعات ثم تشغيلها بعد ذلك يتطلب أيضا سهولة الانتقال بين ضفتي القناة في بورسعيد وبورفؤاد.. لذلك طالبت الشركات التي تعمل في تلك المشروعات وطالب الشريك الأجنبي لشركة قناة السويس للحاويات العاملة بميناء شرق بورسعيد بضرورة إنشاء كوبري يعبر القناة لتلقي مطالب أهالي بورفؤاد مع مطالب التنمية والقائمين عليها فتحول الحلم إلي حقيقة علي شكل كوبري عائم يتم فتحه وإغلاقه بآلية سهلة ليسمح بعبور السفن ولا يؤثر علي حركة العمل بالقناة.
خلال شهور تم التنفيذ وتحدثت الأرقام.. التكلفة 140 مليون جنيه والحمولة 70 طنا في كل اتجاه.. الطول يقترب من نصف كيلو متر.. ساعات العمل لن تقل عن 16 ساعة يوميا والوقت الباقي هو وقت إغلاق الكوبري عند مرور قوافل السفن.. عدد السيارات المتوقع عبورها يوميا 20 ألف سيارات منها سيارات النقل والتريلات.
إنشاء هذا الكوبري ينقل بورفؤاد نقلة هائلة فسهولة الحركة والانتقال هي سبيل التنمية الاقتصادية الحقيقية.. لكن المعديات سوف تبقي لتكون الوسائل متنوعة ومتاحة فهناك معدية بورسعيد ومعدية الرسوة والكوبري العائم.. وأيضا لأن المعدية تاريخ ووجدان ورموز من رموز قناة السويس منذ إنشائها.. ولأن بينها وبين أهالي بورفؤاد وعاشقي بورفؤاد أمثالي ارتباطا روحانيا وعاطفيا يشبه ارتباط الوليد بأمه فعندما تذكر بورفؤاد تذكر معها معدياتها الجميلة وصفحة القناة الرائقة.. فهنيئا لأهالي بورفؤاد المدينة الراقية التي تستحق كل خير ونماء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف