الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
المسيرة العطرة للرسول العلم
لشد ما يسعد بحق وحقيق أن نصاحب المسيرة العطرة منذ مولد الذي أدي الأمانة وأبلغ الرسالة من العلي الأعلي سبحانه: إنه الرسول المصطفي والمفضل عند من تنزه وتقدس. وإنه النبي المجتبي والمختار من رب العزة. والجلال: إنه "محمد بن عبدالله" الرسول المعلم.
ومن ثم فإنه يحلو لنا أن نسترشد بآية من آيات جوامع كلمه حيث قال عن نفسه "إنما بعثت معلماً" وذلك حين خرج ذات مرة من بعض حجرة فدخل المسجد. فإذا هو بحلقتين من الناس: إحداهما يقرأون القرآن ويدعون الله. والأخري يتعلمون ويعلمون فقال النبي صلي الله عليه وسلم كل خير: مشيراً للحلقتين: هؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله. فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم. وهؤلاء يتعلمون ويعلمون "وإنما بعثت معلماً" فجلس معهم "أخرجه بن ماجه في سنته جـ 1 ورقم الحديث 229".
ولشد ما يسعد أيضاً ــ وفي ظلال هذه السيرة العطرة ــ أن نستقرأ معا الدروس والعبر والعظات التي لمسها الرعيل الأول في الرسول المعلم وفي روحه التربوية وحسن طوائفه التعليمية حين كان بخطأ أحد الصحابة في أمر. فيعالجه الرسول بأسلوب تربوي حكيم ليتعلم معه كل ما ينبغي له أن يتعلم برفق وأناة واحترام للذات. حتي قال أحدهم وهو معاوية بن الحكيم بعد أن أخطأ وتعلم: "بأبي وأمي.. ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليما منه.. والقصة كما وردت في صحيح مسلم جـ 2 ص70": "قال معاوية بن الحكيم بينما أنا اصلي مع رسول الله إذا عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله.. فرماني القوم بأبصارهم "حيث كان ذلك في الصلاة فقلت: وثكل أماه.. ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم علي افخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني لكي اسكت سكت. فلما صلي رسول الله ــ فبأبي وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه. والله ما كهرني "انتهرني" ولا ضربني ولا شتمني.. قال: إن هذه الصلاة فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".
وهكذا ليس غريباً أن ننحو منحي الفقهاء والفضلاء. والأئمة الأجلاء أمثال الألوسي "الروح المعاني". وابن تميمة "النبوات" وأحمد بن راهوية في سنديهما. وابن حبان في صحيحه. والحاكم في مستدركه من حديث أبي ذر والذين يعرفون الحياة العملية للرسول المعلم وطرائفه التربوية: فنؤكد معهم ونقرأن "محمد بن عبدالله" هو الرسول المربي والنبي المعلم.. وأن مهمته ورسالته شاملة لكل التشريعات القديمة أو الجديدة قال تعالي "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" "سورة البقرة 213".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف