الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
أخلاقنا.. هل لها من عودة؟!
سؤال يتبادر إلي أذهاننا جميعاً في هذه الأيام.. بعد أن اضطربت العقول واختلت الموازين. وانحدرت منظومة الأخلاق التي كنا نتباهي بها حتي وقت قريب وتلاشت قيم التسامح والعفو والصفح والتي هي أحد أهم ركائز المجتمعات والطريق الأيسر لاستمرارها واستقرارها.. فماذا حدث؟ وهل يمكن أن تعود أخلاقنا إلي سيرتها الأولي.. بالتأكيد نعم إذا عدنا إلي الثوابت وإلي مجموع الأخلاق التي كانت سبباً في رقي دولة الإسلام الأولي والتي بعث بها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. ألم ينزل في حقه قرآن يتلي إلي يوم القيامة "وإنك لعلي خلق عظيم" ألم تجب السيدة عائشة رضي الله تعالي عنها وأرضاها عندما سئلت عن أخلاقه؟ لقد كان خلقة القرآن بل كان قرآناً يمشي علي الأرض. في حركاته وسكناته كان نموذجاً يحتذي وقدوة لمن أراد السعادة في الدارين.. كان نموذجاً في طاعته وفي قربه من مولاه فهو من قام الليل حتي تورمت قدماه وعندما سئل يا رسول الله لماذا هذا التعب وهذا العناء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فكانت قولته: أفلا أكون عبداً شكوراً. وهو النموذج في علاقته مع أصحابه فقد رسم لهم طريق السعادة وراحة البال؟ بل طريق الاستقرار والاستمرار والهدوء ونقاء السريرة "أيها الناس لا تبلغوني عن أصحابي شيئاً أكرهه.. ثم ذكر العلة في ذلك "فإني أحب أن ألقاكم وأنا سليم الصدر". وهو النموذج في ثباته علي المبدأ والابتعاد عن التلون الحريص علي دعوته التي آمن بها وبعث من أجلها. فقد تعرض النبي صلي الله عليه وسلم لشتي ألوان الترغيب والترهيب فما لانت له قناة ولم تزحزحه المغريات وما أكثرها. وعندما قال له عمه أبوطالب يا بن أخي لا تحملني من الأمر ما لا أطيق. كان رده حاسماً وقاطعاً والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أترك هذا الأمر ما تركته.. يا له من ثبات فهو الجبل الأشم أمام العواصف التي قابلته.. وهو النموذج في رضاه وفي غضبه فلم يثبت أنه انتصر لنفسه أبداً ولم يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله في الأرض فهو لم يغضب عندما دخل عليه أعرابي ذات يوم وقال له يا محمد أعطني من هذا المال فإنه ليس مالك ولا مال أبيك فأعطاه النبي صلي الله عليه وسلم حتي أرضاه ولكنه صلي الله عليه وسلم غضب حتي انتفخت أوداجه عندما ذهب إليه بعض أصحابه ليشفع في امرأة سرقت وكان مما قال. لقد كان فيمن كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.. إنها العدالة في أبهي صورها والتي كانت أداة لاستمرار الدولة.. إذا أردنا فعلاً العودة بأخلاقنا إلي أزمانها الوارفة فالأمر سهل وميسور وبيت القصيد الإمساك بتلابيب أخلاق النبي الأكرم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. فهل نحن فاعلون؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف