الأخبار
محمد فتحى
في العضل .. رسالة إلي سيدنا النبي
سيدي أبا القاسم حبيب الله محمد بن عبد الله عليك وعلي آلك ما لا ينتهي من السلام والصلاة. أما بعد، فإنني والله مشتاق لك وأعلم أني حبيبك، وأعلم أنك وصفتني بذلك انا وغيري حين حكيت عن أحبابك الذين آمنوا بك ولم يروك، ولكني لا أعلم هل سألقاك أم لا، وإن تمنيت ودعوت الله أن يحشرني معك، غير أني لا أبرح أسأل نفسي : هل أستحق ؟؟
أسأل السؤال لنفسي كل فترة، وأنظر حولي، فلا أري سوي من يسيئون إليك، أو يشوهون سيرتك، أو يحتكرونك لهم، أو يجعلونك موضوعاً للبيزنس الخاص بهم، أو يتشدقون بأحاديثك دون أن يعملوا بها، ثم أنظر لنفسي في المرآة فأجدني لست أفضل حالاً، غير أني، والله علي ما أقول شهيد، أحبك..
أنظر للمرآة وأسأل نفسي رغم كل هذا الحب، ووسط فتاوي الأراجوزات، ومعارك حلاوة المولد، وصراعات من عينوا أنفسهم أوصياء علي دين الله، واتخذوا منصب المتحدثين الرسميين باسمك وباسم الله، فأنزلوا بالأرض الفساد، وألحقوا بكثير من عبادك كراهية لا حدود لها لرسالتك، فزاد الإلحاد، ونفور العباد عن رب العباد، رغم أنهم لو عرفوك، ولو أدركوك، ما تركوك، ولاقتدوا بسنتك فعلاً وليس قولاً
ولا أبرئ نفسي، فأسألني : هل بلغت رسالتك، واقتديت بك، وربيت أولادي علي سيرتك العطرة التي كانوا يحكونها لنا، فاكتحلت أرواحنا برؤية مواقفك النبيلة التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنك رسول الإنسانية، بينما نحن لا نزال نبحث عن إنسانيتنا، ولا نجدها، فماذا نفعل يا سيدي، ونحن مقصرون، وإذا سئلنا عنك نقول أننا نحبك، وإذا راجعنا ما نفعله خجلنا من أنفسنا ومنك ؟؟
هذا زمن يتصدي فيه للكلام عنك من يسيس كلامك، أو يدفعك في صراعه العقائدي محتمياً بك ومنزلاً من قدرك، وأنت يا حبيبي عند الله أعظم، وأكرم، وأرأف بنا من أهالينا، وأشفع عند الله من أحبابنا..
هذا زمن يحدثوننا فيه عن تجديد الخطاب الديني، ولا ينظرون لسيرتك ليرون كيف رحمت الناس، وكيف عاملت خصومك، وكيف كانت تعاليمك في الحرب، وكيف تحملت وصبرت، وكيف أسست دولة من لا شئ، وكيف جمعت شتات قوم خافوا فهاجروا فأكرمهم الله بك، وأكرمنا بكم، وأعزنا برسالة لم يكتشف الناس بعد عظمتها، لأن السياسة حين دخلت فيها، حدثت الفتنة، ونحن مفتونون يا سيدنا النبي حتي الآن، وفي كل فتنة، نبحث عنك، فلا تقوي أرواحنا علي أن تجدك، رغم كونك حاضراً بما لا ينطق عن الهوي، يا حبيب خطي فاخترق، ويا ويلنا كلما خطونا احترقنا
هذا زمن نشتاق فيه إليك، ولا نقوي علي تنفيذ تعاليمك، فالنفس الأمارة بالسوء تزاحمنا، والهوي يهوي بنا إلي قاع ليس له قرار، والمتمسك فيه بدينك الذي أرسلك الله به كالقابض علي الجمر، لاسيما، وقد أصبح لكل منا إسلامه، فماذا نفعل يا سيدي وحبيبي..
ماذا نفعل يا من وصفك الله جل في علاه بأنك علي خلق عظيم، فبشرت أنت أحاسن الناس أخلاقاً بقربهم منك منزلة يوم القيامة، ولا نزال نبحث عن أخلاقنا التي نسيناها في السلم قبل الحرب، وفي الرخاء قبل الشدة ؟؟
ماذا نفعل يا من ستري عملنا، إذا عملنا، مع الله، والمؤمنين، فلم نزل نخشي أن نكون من الأخسرين أعمالاً، وأن يضل سعينا في الحياة الدنيا ونحن نحسب أننا نحسن صنعاً
يا سيدي، وحبيبي، أنا متعب كغيري، ولا راحة لي سوي بك، ولا أمل لي غير رضا من الله يبلغني صحبتك، وذكر لسيرتك أدعو الله ألا يقتصر علي ذكري مولدك.
يا سيدنا النبي، يا صادق، يا أمين، أدركنا.. أغثنا.. فإنا والله نحتاج إليك
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف