الأخبار
محمد فتحى
في العضل .. نعم نستطيع.. لكن ارحمونا من الموظف
اه والله.. أنتم تكسرونا بين الحين والآخر. تعشمونا بالأمل ثم ننطلق إليه بسرعة السلحفاة فلا نلحق بأي قطار. نضع آمالنا وأحلامنا أمانة في أيديكم فتسلموها للموظف المختص الذي هو أصلا في حاجة لإعادة تأهيل، ولفهم حقيقي، لكنكم بدلا من ذلك تكسروننا به..
نعم نستطيع أن نقدم أعلاما محترما ومهنيا، لكن الموظف المختص لا يؤمن بالصوت الآخر، ويهزه برومو فيلم ركيك فنيا، ويستغني عن الفنانين والمبدعين في المهنة لصالح المقاولين!!
نعم نستطيع أن نعطي النموذج في تضافر جمعيات المجتمع المدني من أجل الوطن وحل مشكلات أهالينا الذين لا يعرفون الحكومة ولا يسمعون عنها، لكن الموظف المختص يختار أن يضرب عرض الحائط بكل اجتماعات التضامن الاجتماعي مع الجمعيات الأهلية ليصدر قانونا علي مزاجه أملا في مضايقة الجمعيات الحقوقية، ولتذهب الجمعيات الخدمية في ستين داهية، ولتضرب دماغك في أضخم حائط لان بعض النواب يفهمون ان الامر لصالح الوطن، رغم أنهم أول من سيختبئون من الغلابة الذين سيلعنونهم يمجرد ان تغلق الجمعيات ابوابها عن مساعدتهم..
قانون يصدر في يومين تلاتة يكدر صفو العمل الاهلي كله ولا يلتفت اليه احد او يتدخل في الوقت الذي تؤجل وتعرقل قوانين كانت من أساسيات خارطة مستقبل مصر منذ قيام مبادئ 3 يوليو الشهيرة. الموظف المسئول مبسوط، والناس لن تكون مبسوطة.
نعم نستطيع إعادة الاعتبار للمنتجات المصرية ودعم الأسر المنتجة التي باعت في معرضها الأخير بما يزيد عن 6 ملايين جنيه مصري، لكن أين التسويق الحقيقي لهذه المنتجات، وأين دعم الصناعات التي تئن لأن الموظف حين يتخذ القرار، أي قرار، يتخذه بعين تحتاج لتغيير مقاساتها، ولس عين خبير يدرك الأبعاد ويبحث عن مصلحة الناس ويفكر في إثار قراره علي المدي البعيد..
نعم نستطيع الاستفادة من خبرات علمائنا ومتخصصينا الذين يشرفوننا في كل مكان. يبنون دولا، ويعيدون رسم حياة البشر في العالم لكنهم عندنا إما أن يكونوا موظفين خاضعين لروتين اشرب شاي وتمام يافندم، وإما أن يظلوا هناك يستفيد منهم الغريي ولا يشعر بهم أقرب وأعز الناس علي قلب هذا الوطن. سنري ماذا سيفعل مؤتمر محترم يعقد منتصف هذا الشهر في الغردقة ويجمع خبرائنا. وسنلمس هل الموظف اقوي من اصحاب الضمائر ام انه يسيطر علي مقاليد الامور ولن يستطيع احد تغيير تفكيره..
نعم نستطيع تجديد الخطاب الديني ورد الاعتبار للازهر، لكن تخلصوا من عقلية الموظف. تخلصوا من ميراث البيروقراطية البغيضة التي جعلت كثيرين يفقدون الثقة في دين الله نفسه، فإذا بالعالم الإسلامي بين تطرفين كلاهما مدمر. تطرف الملحدين وتطرف الدواعش ولا اسكت الله لك حسا يا عالم يا ازهري يا مستنير يا مدفون وسط ركام الموظفين والاثمال البالية التي ترتديها في روحك.
نعم نستطيع الاستفادة من السوشيال ميديا بدلا من محاربتها. نستطيع تقديم نموذج حقيقي لاليات رقابة ومتابعة مجتمعية من خلال هذه المواقع بدلا من دعوات تحجيم الناس عليها وكبت حرياتهم ومواضيع الصحافة المشبوهة التي تحاول التمهيد لإنشاء كيانات موازية دون أن يدركوا أن الأمر سيفقد أي مصداقية لأن أحدا لم يعد يثق في الكيانات الرسمية.
نعم نستطيع.. لكن تخلصوا من عقلية الموظف.. وسوف ترون العجب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف