الرأى للشعب
حنان خيرى
تعالوا نتذكر.. السيسى: مهمتنا استعادة بناء مصر

سردت فى مقالى الأسبوع الماضى الخطاب التاريخى الذى بدأه "محمد مرسى" فى يوم وأنهاه فى اليوم التالى.. وتحدثت عن تركيز الغالبية العظمى من الشعب على متابعة الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، حيث إنه كان يقود أكبر وأقوى مؤسسة فى البلاد، وشعرنا ربما أن بيده أن يقرر مصير مصر فى تلك المرحلة الخطيرة التى تعيشها، وبالفعل تم توجيه رسائل ضمنية لمرسى وأخرى مباشرة، وهكذا إلى جماعته التى كانت هى الحاكم الفعلى للبلاد بينما مرسى كان مجرد مندوب للجماعة، بل لمكتب الإرشاد وتوالت المواقف، وظل هو والجماعة فى تجاهل تام لهذه الرسائل والاستمرار فى مخططاتهم لإعادة تصنيع مصر التى يريدونها طبقاً لأهوائهم، دون أى حساب للشعب او لأى قوة، وتم اكتشاف الوجه الحقيقى لمرسى والاخوان ..وتزايد الغضب داخل نفوس وقلوب المصريين، واشتعلت نيرانه وحدث الانفجار.. وحملت سطور المقال السابق كل التفاصيل فى هذه المرحلة التى انتهت بالانفجار النابع من قلوب الشعب نتيجة لشعورهم بالخطر وعدم الأمانة على مصر وشعبها !! تعالوا نتذكر ماذا حدث بعد هذه المرحلة الصعبة عندما نادى فيها غالبية الشعب المصرى على الفريق عبد الفتاح السيسى وماذا قال للمصريين ؟؟

قال: اليوم أقف للمرة الأخيرة بزيي العسكرى، بعد أن قررت إنهاء خدمتى كوزير للدفاع ..قضيت عمرى كله جنديا فى خدمة الوطن وفى خدمة تطلعاته وآماله، وسأستمر إن شاء الله..والتزم الصمت وملامحه تحمل علامات سنين عمل طويلة، وعاد بحديثه قائلاً: اللحظة دى لحظة مهمة جداً بالنسبة لى، أول مرة لبست الزى العسكرى كانت سنة 1970، طالب فى الثانوية الجوية عمره 15سنة يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن النهاردة، أترك هذا الزى أيضاً من أجل الدفاع عن الوطن .. وقال السيسى إن السنوات الأخيرة من عمر الوطن تؤكد أنه لاأحد يستطيع أن يصبح رئيساً لهذه البلاد دون إرادة الشعب وتأييده ..لايمكن على الإطلاق أن يجبر أحد المصريين على انتخاب رئيس لا يريدونه ..لذلك، أنا وبكل تواضع أتقدم لكم معلناً اعتزامى الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية وتأييدكم هو الذى سيمنحنى هذا الشرف العظيم.

ويعود لصمته ثوانى ليستكمل كلامه قائلاً: أظهر أمامكم مباشرة لكى أتحدث حديثاً من القلب كما تعودنا لكى أقول لكم إننى أمتثل لنداء جماهير واسعة من الشعب المصرى طلبت منى التقدم لنيل هذا الشرف ..أعتبر نفسى كما كنت دائما جندياً مكلفاً بخدمة الوطن، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب من اللحظة الأولى التى أقف فيها أمامكم أريد أن أكون أميناً معكم كما كنت دائماً، وأميناً مع وطنى ومع نفسى، ولدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة، ثقيلة، تحتاج التكاتف.. الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية فى مصر، سواء ما كان قبل ثورة 25 يناير أو ما تفاقم بعدها ثورة 30 يونيو وصل إلى الحد الذى يفرض المواجهة الأمنية والشجاعة لهذه التحديات يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، بلدنا تواجه تحديات كبيرة وضخمة، واقتصادنا ضعيف .. ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالة فى مصر، هذا أمر غير مقبول ..فملايين المصريين يعانون من المرض، ولا يجدون العلاج، هذا أمر آخر غير مقبول ..وقال: مصر البلد، الغنية بمواردها وشعبها تعتمد على الإعانات والمساعدات، وهذا أيضاً أمر صعب وغير مقبول ..فالمصريون يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية وأن يكون لديهم الحق فى الحصول على عمل وغذاء وتعليم ومسكن فى متناول اليد.

أمامنا كلنا كمصريين مهام عسيرة
هذا العنوان قاله السيسى بصوت حاد ومزدحم بالمسئوليات، خاصة أنه أشار إلى ضرورة إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة ترهل تمنعه من النهوض بواجباته، وهذه قضية لابد من مواجهتها بحزم لكى يستعيد قدرته ويسترد تماسكه ويصبح وحدة واحدة تتحدث بلغة واحدة..إعادة عجلة الإنتاج إلى الدوران فى كل القطاعات لإنقاذ الوطن من مخاطر حقيقية يمر بها.. إعادة ملامح الدولة وهيبتها التى أصابها الكثير خلال الفترة الماضية.

مهمتنا استعادة مصر وبناؤها
قال الفريق السيسى: ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة سواء على الساحة السياسية أو الإعلامية داخلياً أو خارجياً جعلت من هذا الوطن فى بعض الأحيان أرضاً مستباحة للبعض، وقد آن الآوان ليتوقف هذا الاستهتار وهذا العبث، فهذا بلد له احترامه وله هيبته ويجب أن يعلم الجميع أن هذه لحظة فارقة وأن الاستهتار فى حق مصر مغامرة لها عواقبها ولها حسابها فمصر ليست ملعباً لطرف داخلى أو إقليمى أو دولى ولن تكون.. أدعو شركاء الوطن أن يدركوا أننا جميعا أبناء مصر نمضى فى قارب واحد نرجو له أن يرسو على شاطئ النجاة، ولن يكون لنا صراعات مرحلية نمضى وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه فكل مصرى ومصرية هو شريك فاعل فى المستقبل بغير حدود أو قيود ..ورغم الصعاب التى يمر بها الوطن، أقف أمامكم وليس بى ذرة يأس أو شك بل كلى أمل فى الله وفى إرادتكم القوية لتغيير مصر إلى الأفضل والدفع بها إلى مكانها الذى تستحقه بين الأمم المتقدمة ..وصناعة المستقبل هى عمل مشترك بين الحاكم وبين شعبه.. فالحاكم مسئول عن دوره وملتزم به أمام الله وأمام شعبه، والشعب أيضاً عليه التزامات من العمل والجهد والصبر لن ينجح الحاكم بمفرده، بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه والشعب المصرى كله يعلم أنه من الممكن تحقيق أنتصارات كبيرة لأنه حققها من قبل، ولكن إرادتنا ورغبتنا فى الانتصار لابد أن تقترن بالعمل الجاد، فالقدرات والموهبة التى يتمتع بها الشعب المصرى منذ سبعة آلاف سنة يجب أن تتحالف مع العمل الجاد والمخلص من أجل الوطن وهى السمة للدول الناجحة، وسوف يكون العمل الشاق مطلوباً من كل مصرى أو مصرية قادر على العمل، وسأكون أول من يقدم الجهد والعرق دون حدود من أجل مستقبل تستحقه مصر ..هذا هو وقت الاصطفاف من أجل بلدنا.

وتحدث قائلاً: نحن مهددون من الإرهابيين من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا، صحيح أن اليوم آخر يوم لي بالزي العسكرى، لكننى سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب ..ونموت أحسن ولا يُروع المصريون.

الأمل ..هو نتاج العمل الجاد وهو الأمان والاستقرار والحلم بأن نقود مصر لتكون فى مقدمة الدول وتعود لعهدها قوية وقادرة ومؤثرة تعلم العالم كما علمته من قبل ..أنا لا أقدم المعجزات بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلاحدود.

أخيراً: لقد أسترجعنا ما قاله الفريق عبد الفتاح السيسى واليوم علينا أن نتوقف لنعود بذاكرتنا لما عشناه من مراحل صعبة وقاسية وعلينا التوقف مع أنفسنا لنستكمل مسيرتنا للعبور بمصر فنحن فى حالة حرب وتحدٍ، وعلينا أن نستوعب ظروفنا لنكون على وعى ونتكاتف ونتعاون ونثق فى بعضنا ونرفض الاختراق من الخونة والخائنين لكى نصل إلى تحقيق الأمل لإذدهار مصر بأيادى أبنائها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف