الوطن
لميس جابر
يا «برادعى» كفاية بقى.. ما زهقتش؟
ليس مهماً بالمرة بيان «البرادعى» الأخير لأنه زيه زى اللى قبله واللى قبل اللى قبله، لت وعجن عن العدالة الانتقالية والسلم المجتمعى والمصالحة والعدالة وكل أطياف المجتمع وتياراته لازم ولا بد تشارك فى الحياة السياسية، وخدوا بالكم من تياراته دى. باقى البيان كله كذب فى كذب.. حكاية إنه استقال من منصبه (نائب رئيس الجمهورية عدلى منصور) عشان فض اعتصام رابعة بالقوة كذب، واللى كذبه وزير التعليم العالى د.حسام عيسى، الذى كان حاضراً فى الاجتماع وقال بالحرف الواحد: «ليس من المعقول أن نتخذ القرار دون علم رئيس الجمهورية ونائبه، ولو كان نائب الرئيس اعترض لم نكن لنستطيع الموافقة»، أما حكاية إن اعتصام رابعة كان سلمى، وكانت هناك حلول سياسية وتفاوض فهى حكاية واسعة قوى ما يصدقهاش عيل صغير بعد ما شاهد الناس بالعين كم السلاح الموجود والقناصة فى الأدوار العليا.. أما الحكاية المضحكة عن إن 3 يوليو كان اجتماع لبحث الوضع المتفجر وإنه فوجئ بعزل «مرسى» قبل الاجتماع لأنه كان يريد فض الاحتقان بالحوار وإن ما حدث انحراف عن مسار الثورة إلى آخره فهى حكاية الحكايات.. ولأن «الكذاب نسّاى»، أفكر سيادته بحديثه مع CNN عندما سألته الست «بيكى»: هل هذا انقلاب عسكرى؟ قال: للأسف يا «بيكى» الوضع محزن لأننا تخيلنا إننا ذهبنا لانتخابات رئاسية حرة ولكن الرئيس فشل وهناك 20 مليون شخص فى الشوارع مصممين على رحيله وفوراً.. الوضع إما يستمر الرئيس ويخاطر بحرب أهلية أو اتخاذ بعض التدابير الاستثنائية لإصلاح ثورة يناير.. هنا قالت الست «بيكى»: إنها انتكاسة للديمقراطية وأمريكا وألمانيا زعلانين؟ وقال «البرادعى»: هذا إجراء بسيط لاستعادة الديمقراطية والعودة للطريق الصحيح لأننا لم نكن فى رفاهية عمل استفتاء جماهيرى.. غير ذلك كان حديثه فى ليلة 30 يونيو ودعوة الجماهير للنزول للعودة للصناديق بعد فشل الرئيس، والمهم الكلام عن التصالح والحب ونلم على بعض ومفيش فرق بين إخوان وسلفيين وأقباط ومسلمين. أما بقى فى يوم 3/7 وبعد إسقاط «مرسى» وبعد بيان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى فى حضور «البرادعى» على يمينه بالأمارة قام على نفس المنصة وأمام نفس الميكروفون وقال لشعب مصر فى كل مكان: «إن خطة الطريق التى تم التوافق عليها اليوم هى تصحيح لمسار ثورة يناير العظيمة واستجابة لرغبة الجماهير فى انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل الدستور وبدء عملية مصالحة وطنية لنعود مرة أخرى شعباً متصالحاً مع نفسه ومع غيره»، كل ده يا دكتور واتفاجئت بأن «مرسى» معزول قبلها؟ أمال لو كنت عارف كنت قلت إيه يا راجل؟.. مش مهم، «البرادعى» طول عمره كده أستاذ فى الملاوعة، المهم إنه كل مرة يتكلم يركز على «المصالحة» وإحنا شعب متسامح متصالح وحبوا بعض ولموا على بعض ومفيش فرق بين إخوانى وغيره وغيره.. هذا هو بيت القصيد، والراجل طالع يغرد رايح يغرد وراجع يقول بيان عشان المصالحة مع الإخوان، وهذا هو تاريخه وفكره من يوم ما عرفناه، لكن يبدو إنه يتناسى تاريخ الإخوان وأفكره بسرعة.. المصالحة الأولى حصلت بعد ثورة يوليو 1952 والضباط الأحرار أفرجوا عن الإخوان من قتلة الخازندار والنقراشى باشا، وهذا قبل صدور قانون العفو الشامل عن الجرائم السياسية إرضاء لجماعة الإخوان المسلمين وتمييزاً لهم وتقديراً لـ(عبدالرحمن الرافعى)، وحاول رجال يوليو إشراكهم فى الوزارة ولكنهم رشحوا أشخاصاً لم تقبلهم الثورة فوقع الجفاء رغم أن الثورة ميزتهم على سائر الأحزاب ولم تطبق على جماعتهم قانون حل الأحزاب وانفردوا بالنشاط السياسى، ويقول «الرافعى»: لما تعددت محاولاتهم ووصلت إلى صفوف الجيش والبوليس والطلبة والاتصال بالسفارة البريطانية اضطرت الثورة لحل جماعة الإخوان 14 يناير 1954 وانقلب المرشد العام «الهضيبى» وبدأوا فى إثارة الشغب وتوالت الأحداث حتى محاولة اغتيال «عبدالناصر» فى ميدان المنشية فى الإسكندرية فى 26/10/1954 وثبت من التحقيق أن المؤامرة لم تكن قاصرة على «عبدالناصر» بل كانت خطة مرسومة لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة كلهم ونحو 160 ضابطاً من ضباط الجيش، وضبطت فى مخازن الإخوان مفرقعات تكفى لنسف نصف القاهرة والإسكندرية، واكتشفت مؤامرة أخرى لنسف «عبدالناصر» بحزام ناسف اخترعه الإخوان، ومؤامرة أخرى لنسف الطائرة التى أقلت «عبدالناصر» إلى الإسكندرية، والخلاصة؛ كان الهدف هو الاستيلاء على الحكم. والمحاولة الثانية للمصالحة كانت أيام الرئيس السادات، وقد اتفق مع عمر التلمسانى، وهو بالمناسبة كان المتهم رقم 15 فى حادث المنشية وسجن 15 سنة، وكان خطأ «السادات» عظيماً ويبدو أنه لم يتخيل أن أحداث 1954 قابلة للتكرار أو أنه استهان بالإخوان ووثق فى نفسه زيادة عن اللزوم أو أنه لم يعد قراءة تاريخهم جيداً وكانت حياته، وهو بطل التحرير العظيم، ثمناً لهذا الخطأ.

يا برادعى بك.. المصالحة مع المتفجرات والكلاشينكوف نوع من العته شديد الخطورة، والمسالمة مع الـ«آر بى جى» نوع من الهطل غير القابل للعلاج، والسماح يا أهل السماح مع العربات المفخخة خيانة لأرواح الشباب المصرى الذى ما زال يموت فى العريش وأمام أكمنة الشرطة.. عموماً ما يهمنيش فى كلامك إن انتخابات «مرسى» كانت نزيهة وهمشيها إن 30 يونيو تصحيح لثورة يناير وهمشيها إن يناير عظيمة، إنما تقول لى إن الجماهير فى 30 يونيو كانوا عشرين مليون لا وألف لا يا سعادة البك كنا ثلاثة وثلاثين مليون واللى قال كده الخواجة «جوجل»، أما فى 26 يوليو، يوم أن قال المشير السيسى انزلوا فوضونى لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، فقد وصل العدد فى «عين العدو» إلى أربعين مليون، وبرضه جوجل هو اللى قال.. يا راجل كفاية بقى ما زهقتش؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف