المصريون
صفاء البيلى
الثلاجة.. وتكاثر سائق التوكتوك
كل ثلاجات الشعب ليس بها غير المياه يا سيادة الرئيس.. نعم.. حقيقة لا مجازًا فلست وحدك الذي عشت طيلة عشر سنوات على الكفاف.. معظم المصريين يعيشونها أيضًا!. ما أكتبه الآن حقيقي ليس فيه أي استظراف ولا تفكه ولا سخرية لا سمح الله.. فحال معظم الشعب المصري الآن واضح لا غبار عليه.. إنه يعاني المرارة ويعيش .. أقصد يترنح بين الحياة واللا حياة.. في حالة انتظار.. انتظار أن تشعر به حكومته التي تمسك بلجام مقدراته. الشعب المصري، الذي يتمنى أن يصحو بين ليلة وضحاها فيجد غول الغلاء وقد انتهى للأبد.. ويجد جشع التجار وقد زال وعاد الحب وسمات العطاء والتفاؤل والأمل. إذا كان سائق التوكتوك.. سواء اتفقنا أو اختلفنا عليه.. قد ضغط على جرحنا المدمى ولم يصدق الكثيرون أن مثله يمتلك هذه اللباقة والثقافة.. فهناك مثله الكثيرون على حافة الانفجار يسيرون في الشوارع والأسواق وأمام طوابير الأرز والسكر والخبز المدعوم.. نعم.. سائق التوكتك يتكاثر بشدة .. وبصورة تزرع الهلع في القلوب على هذا البلد الذي نتمنى أن يظل آمنًا ليدخله الناس بسلام ويعيش أهله في أمان.. لقد صمت الآن هذا السائق.. لكن هل سكتت المرارة الكامنة في حلقه وروحه بتغير الأحوال للأفضل؟ مع كل الأزمات الحياتية التي يعيشها المصريون، انعقد مؤتمر شرم الشيخ للشباب مؤخرًا.. إنه مؤتمر للشباب نعم.. المتعلم، المثقف، الواع، الناضج.. الجالس على الكافيهات والمقاهي رغمًا عنه.. وتندر الكثيرون على مواقع التواصل وسخروا بسبب عبارة "الثلاجة" التي جاءت ضمن فضفضة الرئيس.. وكان الأجدى أن يتساءل أحدهم عن كم تكلف هذا المؤتمر؟ وعن نتائج هذا المؤتمر والعائد منه على الشباب.. وما الذي خرجنا به من نتائج؟ وهل ما خرجنا به يساوي تكلفة المؤتمر والمؤتمرات المشابهة؟. أخيرًا.. قال لي أحد الزملاء: في ظل أزمة السكر وخلو منزلي ومنزل الجيران منه تمامًا.. أرسلت ابني لقهوة مجاورة بكوب فارغ وخمسة جنيهات.. شكرًا لصبي القهوة الذي لم يعد الكوب فارغًا من الشاي الساخن!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف