المصريون
د . هشام السيد
النظام الصفري
عندما إعلامي معارض النظام القائم في مصر بانه نظام صفري لايعرف و لايحترم و لايستوعب التفاهم و التصالح و الحلول الوسطية ،كان محقا الي درجة كبيرة، فهو نظام يسحق المعارضة و يصفي كل مقاومة سلمية لأخطائه . ومع مرور الوقت اتضح ان النظام القائم اصبح صفريا بجدارة، ليس فقط في ممارساته، انما ايضا في قدرته علي الانجاز و العطاء للشعب الصبور المنهك، فهو صفريا في عطائه، الا للفئات المتميزة التي تحميه، لايعطي الشعب الا الشعارات و الوعود و دقات الطبول ، و يخنق المواطن البسيط بضرائب و فساد يضاعف له سعر غذائه و سعر نقطة الماء التي يشربها و الكهرباء و المواصلات ، ومن يعترض يعتقل بتهمة ( نشر التشاؤم ) في بلد لايسمح لايوحي الابالتشاؤم، وياتي في المرتبة الثانية لاتعس شعوب العالم و اكثرها تشاؤما. البلاعات القذرة السامة التي تنفتح كل ليلة علي الفضائيات التليفزيونية، في سقطات يسمونها بالتوك شو، و لاعلاقة لها باصول التوك شو، بلاعات مليئة بكلاب ضالة تعوي و تصرخ كل ليلة و تحاصر المشاهدين الغلابة بالوعود و التبريرات تارة، و تارة اخرى بالشتائم و الاهانات لمشاهديها الذين تجمدت احاسيسهم ، في دوائر شيطانية مغلقة لاتهدف الاللتنويم و التغييب حتي يحل القدر، القدر الذي ينتظر هذه البلد الحزينة و الذي نعرفه جيدا ، و قبل حلوله، وعند حلوله، ستمتلئ صالة كبار الزوار في المطار بالمئات من الذين قادوا البلاد للهلاك، يهرولون الي طائراتهم الخاصة بما خف وزنه و ثقلت قيمته، و سيبقي الشعب المطحون ياكل بعضه البعض بعدما ذهب الذين كانوا يطلقون الشعارات المهدئة. من يقرا و يعي التاريخ يدرك بمنتهي البساطة و الوضوح ان الانظمة الصفرية و القمعية يستحيل ان تستمر طويلا، وتتشابه كلها في مصائر من تزعمها و فيما تتركه وراءها من هلاك و دمار، فسياسة تخدير عامة الشعب باعلام البروباجندا و الشعارات الساخنة و المشاريع العملاقة هي سياسة نمطية مستهلكة. هتلر المانيا النازية سخر عباقرة البروباجندا لخدمته و سحر الملايين بخطاباته و كاريزمياته و مشاريعه الباهرة، اطول طرق سريعة في العالم ، اضخم المصانع و افتك الاسلحة، انتهي بانتحاره و موت و خراب و ذلة لعشرات الملايين من شعبه، و من لم تغتصب من الالمانيات بجنود الروس و الحلفاء عملوا خادمات في بيوت المحتلين. وهناك ستالين و تشاوشيسكوو موسوليني و عشرات غيرهم ممن تسلطوا و استفردوا بالسلطة و استخفوا بشعوبهم، وقلوا لشعوبهم انهم (نور عيونهم) بينما كانوا ينظرون اليهم باحتقار و استعلاء. اقرؤا التاريخ ياسادة، فانتم لن تخترعوا العجلة، ولاتلقوا بنفسكم و شعبكم الذي صدقكم الي التهلكة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف