الكورة والملاعب
شوقى حامد
بطولة غالية ولقب عزيز
رغم أن نتيجة لقاء الذهاب بين أصحاب الأرض -صن داونز- وبين الضيوف - الزمالك- والخسارة التي وقعت للسفير المصري بالثلاثة والتي ضاعفت من صعوبة مهمة أحفاد الفراعنة.. غير أن الأمل قائم والغاية المنشودة احتاجت بذل الكثير من الجهد والغزير من العرق.. تغافل الجميع عن مصالحه الخاصة.. وتكاتف السواعد وخلصت النوايا وصدقت التوجهات من أجل اسعاد الجماهير الغفيرة التي توحدت ربما للمرة الأولي حول الممثل المصري في هذه البطولة الشرسة.. ولا شك أن العوامل الإيجابية التي ظاهرت الزمالك كان لها تأثير أكيد وفعال في تعديل موقفه وزيادة فرصته وتحقيق الآمال وترسيخ الطموحات.. يأتي في مقدمة تلك العوامل الجماهير الغفيرة التي أقبلت بعشرات الآلاف علي ستاد برج العرب وألهبت بحماسها الأخاذ وزئيرها العالي كوامن ودواخل اللاعبين ودفعتهم نحو اخراج كل ما لديهم من طاقة والتحلي بالحماس والفدائية للتعويض.. فضلاً عن الالمام الكامل لدي اللاعبين بالتضاريس والمعالم الكاملة للملعب الأمر الذي يعمق التفاهم ويرسخ التعاون بين الخطوط والجهاز.. من بين الايجابيات أيضاً استيعاب الجميع للدرس القاسي الذي وقع في الذهاب وأثمر عن الثلاثية المعاكسة والتي لم يكن أحد يتوقعها.. أول المستوعبين هو المدير الفني مؤمن سليمان الذي اعترف بشجاعة أدبية أخاذة بأنه أخطأ وانه يتحمل جانباً كبيراً من المسئولية.. فلم يكرر اخطاءه الواضحة سواء في تجربة بعض اللاعبين في غير مراكزهم كما حدث مع النيجيري معروف يوسف عندما أشركه في الناحية اليسري فأفقده توازنه وأفقد تلك الناحية نشاطها ومناعتها وظهرت كشارع مفتوح تمر منه الهجمات بسهولة ويسر.. وظل الحال علي هذا النحو من الضعف حتي مرور ساعة كاملة من البداية وصلت فيها النتيجة الي الثلاثة حتي اشرك رمزي خالد في مركزه كمدافع أيسر وتقدم معروف لوسط الملعب.. ولم يسع الكابتن مؤمن لتقوية النواحي الهجومية والعمل علي هز الشباك مبكراً وبغزارة تسمح له بالتفوق برباعية نظيفة علي حساب الدفع بعناصر هجومية تلعب في مركز واحد كما حدث في بريتوريا عندما دفع بأيمن حفني وشيكابالا ثم بمصطفي فتحي وهو ما جعل الملعب والتشكيل يكتظ بالمواهب في مساحة ضيقة منعتهم من ابراز مهاراتهم واستخدام مواهبهم.. ولا يجب أن ننسي العود الأحمد للناقهين علي فتحي الظهير الأيسر ومحمد ابراهيم بعد فترة تأهيل طالت وما تمثله هذه العودة من اضافات هامة للعناصر القليلة الأمر الذي ييسر المفاضلة والاختيار أمام المدير الفني ومعاونيه.. وإذا كنا قد تحدثنا عن الايجابيات التي ظاهرت الزمالك في الفترة الماضية فإننا لابد وأن نذكر التجاوب والمساندة التي حظي بها الفريق من المسئولين علي كافة المستويات سواء في وزارتي الداخلية والشباب الذين أظهروا نوعاً كبيراً من المرونة وبذلوا كل ما لديهم من قدرة لدعم الفريق أو في قيادة اتحاد الكرة أو الجهاز الفني للمنتخب بقيادة هيكتور كوبر والذي استحق ان نقف أمام تصريحاته حينها لأنه أولاً غض الطرف عن الانتقادات الخايبة التي صدرت من بعض قيادات المعسكر الأبيض عندما أكدوا ان مشاركة خمسة لاعبين من الزمالك مع المنتخب أمام الكونغو في أولي خطواته بالتصفيات فيها الكثير من الاجحاف وتسببت في ارهاق العناصر الأساسية.. كما أنه لم يعلق أو يعقب علي الأخطاء الفادحة التي ارتكبها كل من علي جبر وإسلام جمال والتي تسببت في ان الأخير قام باحراز هدف بمرماه في لقاء الذهاب مع صن داونز علي اعتبار عن هذه الأمور عادية ولولا يقظة وخبرة عصام الحضري لكان الأول قد هز شباك المنتخب من تسديدة معاكسة سددها علي الشباك المصرية وهو في حالة ارتباك غير مبرر.. عموما ليس ثمة شك في أن هذه البطولة هي الأشرس وان هذا الختام هو الأصعب وأن الجميع لم يقصروا في الأداء ولم يقصروا في بذل الجهد وأنه وجب علينا الاشادة ولا مجال حالياً للتوبيخ أو التأنيب أو حتي العتاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف