المصريون
حسام فتحى
روشتة «العريان».. للغلبان (3 - 3)
..تفاؤل الخبير الاقتصادي العالمي د.محمد العريان بوضع الاقتصاد المصري وبانتهاء ما اسماه بـ«فترة التخبط» قريبا يبدو أنه لم يتشكل من فراغ، فلم يمر على حديثه وتوقعاته أيام حتى «استبشرنا» بخبرين إيجابيين مغزاهما كبير.. الأول، إعلان السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن ان شركة بريتيش بتروليوم البريطانية ستستثمر 21% من اجمالي استثماراتها العالمية في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة بمبلغ يقارب الـ 13 مليار دولار. ..والخبر الثاني، بدء زيارة أكبر وفد من رجال الاعمال والمستثمرين الاميركيين الى مصر - امس الاثنين - برئاسة ديفيد ثورن، كبير مستشاري وزير الخارجية الاميركي جون كيري، والذي يترأس 120 مستثمرا يمثلون اكثر من 50 شركة تمثل مختلف القطاعات الاستثمارية. ..الخبران يؤيدان «تفاؤل» حكيم وول ستريت د.محمد العريان ويرسلان رسالة واضحة ويبعثان بإشارة لا تخطئها العين الى مجتمع الاعمال ودوائر الاستثمار في داخل مصر ومحيطيها الاقليمي والدولي مفادهما ان مناخ الاستثمار في مصر جاذب للشركات العالمية التي لا تهرول عبثا، ولا تضخ اموال اصحابها ومساهميها في اماكن بلا مستقبل اقتصادي، او تعاني عدم الاستقرار السياسي، ما يؤكد ان السوق المصري سوق واعد، ومحور جاذب للاستثمارات العالمية. واعتقد ان على الحكومة المصرية ان تستمع الى نصيحة د.العريان، وتسارع الى منح السوق «صدمة الثقة» التي يحتاجه، وان تبذل كل جهدها كي «تبتلع» الدواء المر الذي وصفه في «روشتته» وطبعا سيتجرعه الشعب معها بعد ان تبذل الحكومة جهداً اكبر في افهامه.. لماذا.. ومتى.. وكيف.. واعني بذلك الحكومة الحالية.. او بعد التغيير!! ..أما ما لم يذكره «ساحر الاسواق» د.محمد العريان، وما لم يتطرق إليه او يتضمنه في تشخيصه «لأمراضنا» الاقتصادية او يكتبه في «وصفته العلاجية» وهو في رأيي المتواضع اخطر امراضنا الاقتصادية والمجتمعية، فهو «الفساد».. نعم ذلك السرطان الذي ينخر في جسد مصر حتى النخاع، والذي فشلت كل الانظمة المتعاقبة في ايقاف انتشاره واستشراء سمه، لم تذكر لنا كيف نكافح اخطر آفات الاقتصاد والمجتمع يا دكتور عريان، ذلك الوباء الذي يفتت عظام الجهاز الاداري للدولة ويسمم اجواء الاستثمار ويفسد حياة شعب بأكمله بعد ان تحول الفساد في مصر الى «اسلوب حياة».. يجب نسفه!! وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف