الأخبار
حمدى الكنيسى
لا تتفاءلوا .. بفضيحتهم الجديدة !
إذا عرف السبب، بطل العجب، ومن ثم لا عجب ولا دهشة مما ارتكبته سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وكندا بإطلاق تحذيرات مريبة لرعايا هذه السفارات بتوخي الحذر أثناء تحركاتهم في مصر وتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة مثل المتاحف ودور السينما ومراكز التسوق والملاعب الرياضية خاصة »في يوم الأحد»‬ حيث توجد تهديدات أمنية محتملة!
وكالعادة تحرك إعلامهم الذي يتأكد يوما بعد يوم أنه يعمل بالريموت كنترول في أيدي حكوماتهم، ليطلق حملات مسمومة تقول إن مصر دولة فاشلة وغير مستقرة أمنيا، ومن الخطورة أن تقام فيها مؤتمرات واحتفالات.. وزيارات سياحية!! كما ان اقتصادها علي وشك الانهيار وعواقب ذلك وخيمة ورهيبة!!
تلك كانت خطتهم الجديدة التي انطلقت لإعاقة حصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي الذي اقترب تحقيقه، وأيضا لتشويه ما تذكره مؤسسات تمويلية عالمية عن تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري، إلي جانب - طبعا - مواصلة ضرب السياحة التي يعرفون إنها قاطرة التنمية!!.. وحيث إن يوم الأحد التاسع من أكتوبر كان موعد احتفال مصر بمرور ١٥٠ عاما علي الحياة النيابية فيها وبالتالي ستقيم مؤتمرا افريقيا ودوليا كبيرا فإنها فرصة قد لا تتكرر للحيلولة دون استكمال مصر لدورها الافريقي المحوري.
هكذا كان تحركهم الأخير بأهدافه الخبيثة واضحا ومعروفا للقاصي والداني.. ومن ثم لم يكن هناك مجال للعجب والدهشة، وهاهو ذا يوم الأحد.. و»‬ما بعده» يمر دون حادثة واحدة، كان المتآمرون والمرجفون جاهزين لالتقاطها وتضخيمها ليبرروا تحذيراتهم وأكاذيب إعلامهم. بل ان هذا اليوم بالذات شهد واحدا من أكبر المؤتمرات الافريقية والعربية والدولية تقديرا واحتراما لتاريخ مصر البرلماني الذي يجسد عراقتها وأصالتها الحديثة امتدادا لعراقتها التاريخية الممتدة علي مدي سبعة آلاف عام.
وعلي أرض »‬شرم الشيخ» احدي مناطق حربهم ضد السياحة المصرية تجمع ١٢٠٠ برلماني وسياسي وقيادي عربي وافريقي ودولي وتوالت شهاداتهم الموثقة صوتا وصورة لمصر وجمال مصر وأمان مصر لتنقلها وسائل الاعلام النظيفة الموضوعية إلي مختلف أنحاء العالم كشفا للفضيحة الأمريكية والبريطانية والكندية.
ولم نكن نحن المصريين بحاجة إلي دليل جديد علي أكاذيب وافتراءات وادعاءات تلك السفارات ودولها، فقد اعتدنا أن نتلقي بين فترة وأخري سهاما جديدة، وتحذيرات شديدة، وتشكيكات عديدة، تستهدف إجهاض مسيرتنا الموفقة علي طريق البناء والتقدم مما يؤكد أنهم لن يغفروا لنا أننا أجهضنا مخططهم الشرق أوسطي الجديد، ونجونا من المصير الذي تترنح بسببه الدول الشقيقة »‬العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال»، كما اننا توقفنا عن الانبطاح تحت أقدام البيت الأبيض، وأعدنا التوازن لسياستنا الخارجية بالتوجه شرقا.
وبقدر ما ارتسمت ابتسامات السعادة علي وجوهنا ونحن نري ونلمس فشل ادعاءاتهم وتحريضاتهم، بقدر ما يتعين علينا ألا نبالغ في التفاؤل بنتائج فضيحتهم الدبلوماسية والإعلامية، ذلك لأنهم لايعرفون مشاعر الخجل والحياء، ولا يؤمنون بقيمة الندم علي ما تسببت فيه فضيحتهم، وبالتالي علينا أن ندرك أنهم بمجرد أن يلتقطوا أنفاسهم سيبدأون محاولات أخري تحت شعار »‬لعل.. وعسي..» ربما ننجح هذه المرة في تحقيق هدفنا بسقوط مصر في مخططنا كجائزة كبري تنهار معها فورا بقية الدول العربية.. ولكي تفشل محاولاتهم القادمة لابديل عن الحذر كل الحذر من وساوسهم ولقاءاتهم السرية مع أعداء الداخل.. ولا بديل عن اليقظة والتشبث بوحدة الصف والهدف والاندفاع بأقصي طاقاتنا في الإنتاج بكل أشكاله، والتلاحم مع السلطة التنفيذية والتشريعية مهما كانت الأعباء الاقتصادية.. إننا بذلك نغلق كل الأبواب في وجوه من يضمرون لنا كل الشر والسوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف