الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
الهجرة النبوية "1"

إن من الأعمال الظاهرة والباهرة والتي تؤديها قوة السماء. وتلحظها عناية الله. وتحفها ملائكة الرعاية و الرحمة "حادث الهجرة النبوية" وإذا كان هذا "الحادث الجليل": هو هجرة الرسول المصطفي من المخرج الصدق: مكة المكرمة دار السكن وعقر الوطن. إلي المدخل الصدق: المدينة المنور. مدينة السلام ويثرب النور. وبالتالي له ظلاله وخواطره وبالتأمل والتدبر والتفسير والعظة: فإننا نراه ايضا بعين القلب والعقل معاً تفوح منه ذكريات الحق الاعزل يخلص كريماً من بين مخالب الباطل الباطش. ونفحات النبوة الراشدة الحليمة وهي تعلي علي السفاهة الكافرة الحمقاء. قال تعالي "إلا تنصره فقد نصره الله. إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" سورة التوبة آية 40 ويقول المفسرون "يقول الله تعالي "إلا تنصروه" أي تنظروا رسوله فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه كما تولي نصره "إذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين" أي عام الهجرة لما هم المشركون بقلته أو حبسه أو نفيه فخرج منهم هارباً صحبة صديقه وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه فلجأ إلي غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ثم يسير نحو المدينة فجعل أبوبكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم أحد فيخلص إلي الرسول عليه الصلاة والسلام منهم أذي فجعل النبي صلي الله عليه وسلم يسكنه ويثبته ويقول:"يا أبابكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" ولهذا قال تعالي "فأنزل الله سكينته عليه" أي تأييده ونصره عليه أي علي الرسول صلي الله عليه وسلم في أشهر القولين وقيل علي ابي بكر.. "وأيده بجنود لم تروها" أي الملائكة "وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا" قال ابن عباس يعني بكلمة الذين كفروا الشرك وكلمة الله هي لا إله إلا الله وقوله "والله عزيز" أي في انتقامه وانتصاره. منيع الجناب لا يضام من لاذ ببابه واحتمي بالتمسك بخطابه "حكيم" في اقواله وافعاله تفسير كل من ابن كثير والكشاف للخوازمي. ومما يستنبه النظر في هذه الآية الكريمة التي تحدثت عن طرف من أخبار الهجرة تكرر الظرف "إذ" ثلاث مرات فيها: إذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين. اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا وكان هذا التكرار بمثابة التنبيه والتذكير لهؤلاء المنافقين لحماية الله لنبيه ونصره له في احلك الظروف واشدها خطراً "وللحديث بقية".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف