فيتو
محمد الأباصيرى
لماذا سقطت المنوفية من حسابات الرئيس؟!
محافظة المنوفية.. تلك المحافظة التي أنجبت معظم رؤساء مصر منذ عرفت مصر الجمهورية، تلك المحافظة التي تحظى بأعلى نسبة تعليم على مستوى الجمهورية، تلك المحافظة التي كانت الشرارة التي انطلقت منها مواقد نار الغضب على الإخوان فأحرقتهم بلهيبها، وانتقلت إلى سائر محافظات الجمهورية بعدها، تلك المحافظة التي أزعجت "الإخوان الإرهابية" إبان حكمهم للدرجة التي عينوا لها محافظًا عضوًا في مكتب الإرشاد، كان يضاهي"خيرت الشاطر"، وكان يُعد ليكون أكبر بكثير من مجرد محافظ!.

فعينوا عضو مكتب الإرشاد، والقيادي الكبير، "محمد على بشر" ليقضي على ثورة أهلها، على الإخوان، فلم يفلح، في مخططه ومسعاه، ودهسه كما دهس جماعته الإرهابية قطار"المنايفة" المنطلق بأقصى سرعة!.

تلك المحافظة العريقة في القدم، والقديمة في العراقة، تلك المحافظة الطيب والمخلص والوطني أهلها، نجدها اليوم وقد أهملت أيما إهمال، وكأن ليس لها وجود، لأنها ليس لها صوت في الشغب والفوضى وقطع الطرق وتعطيل المواصلات!.

نجد تلك المحافظة العظيمة اليوم وقد سقطت تمامًا من حسابات المسئولين، فلا الرئيس ذكرها، ولا رئيس الوزراء اهتم بها، ولا وزير التنمية المحلية اعتنى بها، أو بأهلها الطيبين!.

هذا كله مع كونها بالأساس مسقط رأس آباء وأجداد رئيس الجمهورية، وكانت أولى بالعناية والرعاية من غيرها، أو على الأقل باهتمام أكثر، ولو قليل، ونظرة عناية ترحم بها معاناة أهلها من همّ محافظ جثم على صدورهم طوال تلك الشهور من غير إنجاز واحد، أو عمل يستحق الإشادة!.

وهو مع ذلك غير موجود سوى في الواقع الافتراضي، وعبر صفحات وسائل التواصل المجتمعي، ينشر صوره الشخصية! منتظرًا الــ "لايك" من الوزير"! ثم لا شيء على أرض الواقع.

كان أمل مواطني تلك المحافظة معقودًا على حركة تغيير المحافظين الأخيرة، في أن يجدوا شيئًا من الاهتمام يخرجهم من حالة الدونية التي يشعرون بها، بأن يروا وجهًا جديدًا يحنوا عليهم، ويحس بآلامهم، ويشاركهم آمالهم، وينهي مشكلاتهم، إلا أن التغير الأخير جاء مخيبًا لكل الآمال، باذرًا لبذور اليأس في النفوس، مما يوشك أن يثمر شرًا تكون عواقبه وخيمة.

ولكنه مهما كان الظلام، فإنه لا يزال بصيصًا يخرج منه النور إن شاء الله.

وإنني وباعتباري مواطنًا منوفيًا! لُحمة وسدى، وإن كانت أصولي وجذوري "صعيدية"!، فإنني أتوجه مباشرة بندائي إلى سيادة الرئيس أن يشمل مسقط رأس آبائه وأجداده، وكذلك أكبر داعم للدولة المصرية على مستوى الجمهورية، وأن ينظر إليهم بنظرة عناية، ورعاية، واهتمام أكبر، وأن يلحق تغيير المحافظين بتغيير آخر لمحافظة المنوفية، لكي يثلج صدر أهلها، ويفتح أمام أعينهم باقات النور، ويزرع في نفوسهم واحات من الأمل.
والسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف