الأهرام
أسامة الألفى
تنمية إقليمى القناة وسيناء
برغم تحفظى على بعض بنود قرار مشروع الهيئة العامة لتنمية إقليم القناة، إلا أننى من المتحمسين لبدء الهيئة
الوليدة عملها، خاصة وقد بدأت تهل بشائر تنمية مشروع اللوجيستيات، المقرر إقامتها على القناة، لتحقيق موارد إضافية لها، بإعلان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، دخول الهيئة - للمرة الأولى فى تاريخها - فى شراكة مع شركة بحرية سعودية وأخرى كويتية، لتأسيس أول شركة للنقل البحرى ونقل البضائع والسلع الاستراتيجية، تهدف إلى تقليل «النولون» الخاص بتكلفة النقل، وتحول دور الهيئة من مجرد محصل للرسوم الخاصة بعبور السفن، إلى شريك فعال فى حركة الملاحة، محل الشركات الأجنبية.

والحقيقة أننا لا يمكننا الحديث عن مقومات النفع التنموى واستغلال المجرى الملاحى لقناة السويس، بمعزل عن تناول تنمية سيناء، إذ ينبغى أن يتوازى العمل فى إقليم القناة مع التنمية فى أرض الفيروز، فالمساحات الشاسعة الخالية يمكن أن تستغل، فى مشاريع التخزين والنقل وصناعات «الترانزيت» على ضفاف قناة السويس من ناحية الشرق، بالشكل الذى يحقق تجربة شبيهة بتجربة سنغافورة، مع تنويع الأنشطة الاقتصادية للإقليم.

وفى تقديرى أن الأمر لا يحتاج سوى إلى إخلاص النية، وإعادة صياغة التشريعات التى تنظم العمل والملكية والاستخدام الاقتصادى لسيناء، عبر تقسيمها إلى مناطق يراعى فيها أماكن الثروات المعدنية والأراضى القابلة للزراعة، والموقع الجغرافى الفريد المتميز بين السعودية والأردن وفلسطين وإسرائيل، بحيث تكون المشروعات فى جزء منها ملكية وطنية مصرية خالصة، وفى أخرى يمكن لرأس المال الأجنبى المشاركة دون التملك، مع الاستعانة بأبناء سيناء من البادية والشباب المتعلم من أطباء ومهندسين ومعلمين ومحاسبين ومحامين.. إلخ، فى تشغيلها وإدارتها.

فهناك آلاف من مناطق التعدين مثل مناجم الذهب والفضة والنحاس لا تزال بكرًا لم ينتفع بها، كما أن هناك زراعات تناسب أرض سيناء، فإضافة إلى أشجار الزيتون التى تنتج محصولاً عالى الجودة، يصدر معظمه للخارج برغم وجود امكانية لإقامة مصنع لتخليل الزيتون وعصره بشمال سيناء على أحدث النظم.

إن التوازى بين تنمية إقليمى القناة وسيناء سوف يسهم فى تحقيق تنمية مستدامة، عبر تشجيع التوطين بهما، وتحقيق استغلال أفضل للموارد، يعين على ذلك توظيف الواقع الديموغرافى والسكانى لأهالى سيناء، لوجودهم فى مناطق متباعدة على هيئة كانتونات مجمعة، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية، واستخدام الموارد الطبيعية فى مناطقهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف