الوفد
ناصر فياض
«النواب» ضد الشعب
بصراحة أول مرة أشوف برلمان، يصفق للحكومة على طول الخط، أول مرة أشوف مجلس نواب بلا لون أو طعم أو رائحة، برلمان يكره الشعب، مثل الحكومة تماماً، الاثنان اتحدا على الغلابة، والنتيجة خراب بيوت، وحياة بؤس، الناس محبطة، انقطع أملهم - إلا فى الله - البرلمان انحاز إلى الحكومة، وسماه البعض «برلمان الحكومة».. زمان كان البرلمان، اسماً على مسمى، سواء «مجلس الأمة»، أو «مجلس الشعب»، الآن الأعضاء تناسوا مهمتهم وقسمهم، ومشاكل دوائرهم، تناسوا وعودهم وتعهداتهم، وغرتهم التأشيرات الخاصة من الوزراء، وصاروا يهرولون للحصول عليها، مقابل التصفيق للحكومة، فى كل وقت، وفى كل موضوع.
يا سادة، عودة ظاهرة التأشيرات الخاصة، تعنى عودة المحسوبية، والفساد، والاضطهاد، وغياب القانون، لأن التأشيرة فى الغالب تعنى الاستثناء من القانون، ليس لمنفعة عامة ولكن العكس هو الصحيح، الناس تستغيث من غول الأسعار وجبروت الدولار، وضعف الحكومة، وهزالة قراراتها، والبرلمان مشغول كما قلنا بالموافقة على أى شىء، وكل شىء، عمال على بطال، وهذا - فى نظرى - استفزازاً للشعب، بدأت عوامل التنافر، والكراهية، لأعضاء مجلس النواب، ومن رئيسهم، الذى يهدد ويتوعد أى نائب يرفع راية الاستقلال، ويتجرأ وينتقد الحكومة، الآن وحصرياً، يقف الشعب وحيداً، بعد أن تخلى عنه الجميع، يبحث عن النجاة مما هو فيه، فلا يجد إلا كلاماً، ينتظر قبلة الحياة، من مسئول، فلا يجد، سوى عبارة شد الحزام، وهو لا يدرى أنه لم يعد هناك حزام، ولا جسم أصلاً، هناك ألم، وكبت، يعتصر الفقراء، هناك حقيقة مؤكدة أننا نعيش أزهى عصور النفاق وسوء الأخلاق من الإعلام الورنيشى التلميعى لمن يحاربون الشعب.
هل تذكرون، أمجاد البرلمان، زمان، وتحديداً قبل ثورة 52، وحتى ما بعدها، هل تذكرون الأعضاء العظام، الذين حملوا أكفانهم، فى سبيل الحرية، والاستقلال، كم من حكومات أسقطها البرلمان، وكم من وزراء أطيح بهم، وكم من ملفات وقضايا فساد، ومحسوبية، تم كشفها.. حتى البرلمانات الشهيرة بالموالاة للسلطة، لم تفعل ما فعله البرلمان الحالى.
الآن من يتذكر موقفًا شعبيًا جريئًا لمجلس النواب، معظم القوانين التى وافق عليها البرلمان، تصب فى غير صالح الناس، معظمها تتعلق بالملف الاقتصادى، والأمنى والسياسى، والاجتماعى، قوانين الجباية، صارت أمراً مفزعاً، لا أحد يعترض، لا أحد يظهر، ربما نجد بعض الأعضاء المعينين، أقرب إلى الحيادية، من الأعضاء المنتخبين.. هذا هو حال مجلس النواب الآن، ووصفه البعض بأنه مجلس التصفيق.. وهناك من وصفه بأنه مجلس يعمل ضد الشعب على طول الخط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف