البديل
محمد أحمد القشلان
السيسي ليس خائنا
من ينظر إلى ما آلت إليه أمور في هذا البلد، وما حدث ويحدث فيه من أشياء لم تمر به منذ خلقه الله، لا سيما في العامين الماضيين، ثم ينظر لردة الفعل الباردة من النظام القائم عليه، وعلى رأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعلم أن في الأمر لغزًا، إذ لم يخلق الله أناسا بهذا الكم من اللامبالاة، غير أن هناك ما يعرف بالضمير والإنسانية بعيدا عن الديانات، فأنا أرى السيسي ونظامه وطنيين لأبعد حد، وطنيين بقدر ما يظن الناس بأنهم خائنون.

إذن فما التفسير لما يحدث؟؟ من وجهتي تتلخص الإجابة في أن السيسي ونظامه يحلمون بوطن أفضل، إن لم يكن من أجل الشعب، فمن أجل أنفسهم ودوام سلطتهم، لكنهم يخدمون البلاد بطريقتهم الخاصة، أو قل كما تخيل لهم عقولهم.

أنت تعلم نظامنا التعليمي في مصر، لا سيما الثانوية العامة التي يحدث فيها ما يشبه الفلترة، بمعنى أن ذوي الدرجات العليا يدخلون الكليات العلمية، ثم تأتي الرتبة الثانيه الأقل درجة فيدخلون الكليات الأدبية، ثم من لم يصل لهذا ولا ذاك وقد كسد عقله وفسد فكره يدخل الكليات العسكرية، من ثم تأتينا هذه الوطنية التي نحن بصددها الآن، فمقومات عقل قائدنا الرئيس السيسي لا تستطيع ـ بكل أسف ـ أن تعطي ولا ترى أكثر من ذلك، وهنا تكمن وطنيته البحتة، فهو لا شك يريد أن يصلح، وأن تتقدم البلاد لكن هذه حدود دائرته العقلية التي لا يستطيع منها خراجا، ومن ثم أيضا يأتي انتقاده لكل من يعارضه، ويراه خائنا.

إذن فإصلاح الرئيس للبلاد ـ ونحن لا نشك في ذلك ـ يأتي على طريقة الدبة، وما كان من أمر هذه الدبة أنها أحبت شخصا أحسن إليها وأنست به، فأحبته حبا كبيرا، وصارت تخشى عليه من كل شيء، وفي يوم من الأيام رأت ذبابة تقف على وجه صاحبها، ومن حبها له أرادت أن تنجيه من هذه الذبابة وتنحيها جانبا، فما كان من الدبة إلا أن حملت صخرة عظيمة وهوت بها على وجه صاحبها لتنجيه، فأردته قتيلا.

من ما نود قوله: عدو عاقل خير من صديق أحمق، فنحن لسنا بحاجة لمثل هذا، فقد سئمنا حب الدببة، ولكنها في البداية والنهاية دبة فعلينا الآن نبعدها عنا، ونجبرها على اعتزالنا فها هي أوشكت تقتلنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف