الوفد
د. الشافعى محمد بشير
وإن يُردك الله بخير .. فلا رادّ لفضله
رحم الله الذى أنشأ إذاعة القرآن الكريم، وهى تلاطف أسماعنا وقلوبنا بالآيات مرتلةً ومجوّدةً بأصوات كبار القُراء فى العالم العربى والإسلامى ليلاً ونهاراً، فلا يطيب لى نوم إلا على صداها حتى يؤذن لفجر جديد، والله على ما نقول شهيد.
ونحن فى النصف الثانى من شهر شوال، وعلى مشارف ذى القعدة، وعتبات ذى الحجة أى موسم الحج الذى يعيد إلينا الموسم الموافق لشهر سبتمبر 1981، عندما ضاق الرئيس السادات بالمعارضة والمعارضين، فأصدر قراراته الشهيرة فى الثالث من سبتمبر بطرد 64 صحفياً و63 أستاذاً من الجامعة، واعتقال ألف وخمسمائة من السياسيين الكبار، وكنت أحد الأساتذة المطرودين من جامعة المنصورة والممنوعين من السفر للحج مع بعثة الجامعة استكمالاً لمسلسل الظلم الشديد من الحاكم. وكنا نردد قول ربنا سبحانه وتعالى فى صدر هذا المقال ولم يتأخر القول الفصل لله سبحانه وتعالى إذ تلقيت دعوة من جامعة صنعاء فلبيتها على الفور، وأديت العمرة عند عودتى من صنعاء لمكة المكرمة فالمدينة المنورة، ولم تتأخر رحمة ربنا سبحانه وتعالى إذ تلقيت دعوة أخرى من الرياض فى نفس الوقت الذى وصلت فيه بعثة جامعة المنصورة للحج إلى مكة المكرمة فطرت إليها لمشاركتها فى أداء مناسك الحج التى منعنى منها رئيس جامعة المنصورة وأمين الحزب الحاكم؛ عقاباً من الحاكم الذى عارضناه بشدة عندما أعلن تحويل نهر النيل لإسرائيل ثم رفضنا أن نذهب لاستقباله فى فارسكور عند افتتاح مشروع ترعة السلام التى ستحمل مياه النيل إلى سيناء ثم صحراء النقب فى إسرائيل، واتهمنا الرئيس السادات صراحة بأنه يتصرف كحاكم فرد فى أخطر مرافق مصر الحيوية.
ويقول ربنا سبحانه وتعالى فى سورة يونس: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشفه له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم». اللهمَّ اغفر لمن ظلمونا بمنعنا السفر مع بعثة الحج وكنت رئيسها عقاباً سياسياً لا يرضى عنه الله سبحانه وتعالى، وكان قول ربنا الحق بكشف الضر وفتح أبوب الحج التى أغلقها رئيسنا، ولسان العبد لله يردد «وإن يردك بخير فلا راد لفضله» فاعتبروا يا أولى الألباب.
كلية الحقوق ــ جامعة المنصورة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف