الجمهورية
المستشار عبد العاطى الشافعى
من أحكام الصوم.. في القرآن الكريم
أوجب الله علينا صوم رمضان بقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" "183 البقرة".
وأوضح أن نري آية الصوم تبدأ بنداء المؤمنين بأحب ما يوصفون به وهو الإيمان.. لدليل جلي علي عظم قدر هذه الفريضة.. انه نداء مرتبط في الأذهان بقول ابن مسعود رضي الله عنه "إذا رأيت الله عز وجل" يقول: "يا أيها الذين آمنوا" فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهي عنه.
ان الصوم عبادة قديمة قدم الأديان فالأمم السابقة قد أدت هذا الصوم وان اختلفت أساليب أدائه وهذا ما يفهم من قوله تعالي: " كما كتب علي الذين من قبلكم" وقد اختلف الفقهاء في بيان هذه المثلية هل هي في قدر الصوم ووقته أم في منهجه وسمته. يقول الدكتور عبدالواحد وافي في صوم الأمم السابقة "بين الله سبحانه الغاية من الصيام وانه ليس مجرد ترك الطعام والشراب وهجر اللذائذ المشروعة في غير نهار رمضان فقال "لعلكم تتقون".
أما الذين لم يثمر فيهم الصوم ثمرة التقوي فهم لم يصوموا علي الحقيقة فكم من صائم ليس له حظ من صومه إلا الجوع والعطش والحرمان والصوم المقبول هو الذي يكسر حدة الشهوة ويضعف دواعي المعصية ولذا كان الصوم جنة "بضم الجيم" أي وقاية من الوقوع في الآثام.
وقد جعل الله الصوم "أياماً معدودات" أي أياماً معلومة العدد وبين الله سبحانه ان شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن "هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان" "185 البقرة".
وبسط سبحانه أحكام الصيام إشعاراً بجلال شأنه وعلو قدره فقال "فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خيراً له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" "184 البقرة" والعمل يكون في نطاق الوسع "الاستطاعة" فإنه سبحانه وحده الذي يقدر حقيقة أعذار عباده.. "إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء" "5 آل عمران".
وعدد الله سبحانه شهر الصوم من بين شهور العام فقال: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان" "185 البقرة".
وقد فرض الله الصيام علي المقيمين إذا ما ثبت لديهم هلال الشهر بقوله تعالي: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
وفي تفسير الآية يقول ابن كثير هذا إيجاب حتي علي من شهد هلال الشهر.. أي من كان مقيماً في البلد حين دخل شهر رمضان وهو صحيح في بدنه أن يصوم لا محالة.
وبين الله تبارك وتعالي انه يريد أن يقارب عباده الكمال فيما يأخذون به أنفسهم من طاعة الله فقال سبحانه: "ولتكملوا العدة" وهو ما يقصده رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله "وافطروا لرؤيته".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف