الأخبار
د. عادل وديع فلسطين
صمودنا هدف قومي لم ينس الرجل الهم العربي وسط ما يشغله من مشاكل الوطن الحادة
قام الرئيس السيسي بتوجيه رسالة للفلسطينيين والإسرائيليين يحثهم لكتابة صفحة جديدة من أجل السلام الحقيقي للأجيال القادمة.. وقال ان مصر مستعدة للمساعدة، وعلي الأحزاب الإسرائيلية التوافق وعلي الفلسطينيين التوحد وتجنب الخلافات وأشار الرئيس أن الخطوة التي تمت منذ ٤٠ عاماً بين مصر واسرائيل كانت نقطة مضيئة وجعلت هناك سلاماً حقيقياً، وإذا تم حل حقيقي لهذه القضية ستكتب صفحة أخري جديدة.. لم ينس الرجل الهم العربي وسط ما يشغله من مشاكل الوطن الحادة المتعددة ماذا كان رد الفعل.. رحبت فتح بالمبادرة فوراً.. ورحبت أيضاً اسرائيل بالمبادرة «شكلياً» لكن رحبت حماس «بتحفظ».. وفي اليوم التالي تحدث مفاجأتان.. الأولي تحطم الطائرة المصرية فور دخولها المياه الاقليمية المصرية بعد رحلة دامت قرابة أربع ساعات وهي في حالة طيران آمن مستقر علي ارتفاع ٣٧ ألف قدم أما المفاجأة الثانية فكانت قيام نتنياهو بتعيين ليبرمان وزيراً للدفاع.
حول النقطة الأولي لوحظ اصرار الـ«بي.بي.سي» وقناة الجزيرة علي عرض حادث الطائرة الروسية التي سقطت من قبل وعرض خطف الطائرة التالية من قبل الإخواني المختل والذهاب بها إلي قبرص ثم عرض سقوط الطائرة الأخيرة وأيضاً عرض لتاريخ حوادث الطائرات المصرية في فيديو واحد يؤكد عزمهم اعطاء رسالة بعينها هي أن مصر وطائراتها ومطاراتها غير آمنة.. وقد أجمع المتخصصون ان كيفية تفجير الطائرة وتوقيته لا يمكن يحدث الا عن طريق خطة مخابراتية علي أعلي مستوي تقني تضع الخطة وتمولها وينفذها الأذناب الخونة المأجورون الذين يترصدون بالوطن ويقتلون أبناءنا يومياً في رفح وينصبون الكمائن في الداخل.. إذن المجرم والمعتدي الغادر.. واحد.. وأتذكر في هذه اللحظة مأساة قديمة وهي اسقاط الطائرة الليبية فوق سيناء أثناء حرب الاستنزاف، اعترفت إسرائيل حينها بالفعل بالقيام بهذا العمل الهمجي الوحشي ووعدت بتعويضات لأسر الشهداء لكنها كالعادة رجعت في كلامها. أما سيناريو الإسقاط فكان شديد القسوة فقد حلقت حول هذه الطائرة المدنية طائرات مقاتلة إسرائيلية «وأل إيه» تشككت في نوعية الطائرة لأن ستائر النوافذ كانت مسدلة.. إلي هذا الحد وصل الاستهبال الاسرائيلي وبدلاً من انذار الطائرة وإجبارها علي الهبوط الاضطراري، لكن شهوة القتل تغلبت وبدأت المقاتلات في إطلاق الرشاشات علي الطائرة وأنهت المعركة مع هذه الطائرة المسالمة بصاروخ أدي إلي انفجارها في الجو.. سيناريو للقتل البطيء لابد من تعذيب الضحايا نفسياً وعصبياً قبل افتراسهم ولنا أن نتخيل اللحظات التي عاشها هؤلاء الشهداء والقذائف تنهال عليهم ويرون نهايتهم قبل الانفجار.
أما عن إسرائيل فكانت - كما قلت - المفاجأة غير المتوقعة، فقد خرج وزير الدفاع موشي يعالون من الحكومة وعين نتنياهو مكانه أفيدجور ليبرمان الزعيم اليميني المتطرف الذي وصفه نتنياهو من قبل أنه لا يصلح لأن يكون محللاً عسكرياً كما أنه ليس له تجربة لحمل حقيبة وزارة الدفاع.. لكن يتم تعيين هذا الرجل المتطرف الذي يدعو لضم أجزاء من الضفة ويدعو للترانسفير (التهجير القسري للفلسطينيين) ليكون الحاكم المطلق للضفة الغربية وبيده جميع الصلاحيات وميزانية تصل لخُمس ميزانية الدولة، وفي هذه الظروف سيكون وزير حرب وستكون له اليد العليا ضد الشعب الفلسطيني - ومع استبعاد سيفي ليفني ودخول «هير تزوج» يكون تشكيل هذه الوزارة عملياً قد أغلق أي منفذ علي العالم في اتجاه أي عملية سلمية مع السلطة الفلسطينية وكشرت عن أنيابها نحو الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل. علماً بأن أغلبية الشعب الإسرائيلي لا تقبل تعيين وزير الدفاع الجديد وتتعجب لعدم اختيار نتنياهو لأي تحالف آخر ويعادي من وقف إلي جانبه.
وقد تردد سابقاً أثناء تعيين ليبرمان وزيراً لخارجية اسرائيل أنه بصدد ترشيح صديقه في حزب إسرائيل بيتنا سفيراً لبلاده في القاهرة - وهذا الرجل يدعي «كمبسه» وبجانب أنه من المتطرفين فقد كان رهن التحقيقات في عدة تهم وضابطا سابقا تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين.. طبعاً كان هذا التفكير في تعيين هذا الرجل كيدا في مصر.. أما عن موقف زعماء حماس وملوك غزة لحل القضية الفلسطينية فهذا موضوع آخر.. فهم لن يتخلوا عن العز الذي يعيشون فيه والسلطات التي في أيديهم ولن يبيعوا من يمولونهم بالمال.. وسيكتفون بالشعارات الجوفاء مثل ما قاله المغوار محمود الزهار «ليبرمان.. إن كنت رجلاً اقترب من غزة»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف