اخبار الرياضة
حامد عز الدين
الأهلي »الذهب« : صانع الفرحة
كنت قررت أن أخصص هذه المساحة للتعليق علي الصديق والزميل "القديم جدا " محمد رجب الذي يبدو أنه قرر أن يفتح علي البحري بلا كوابح وقتل كل نحل العسل بيني وبينه بعدما كان منذ أسبوعين - قد أعلن التفكير في انهاء شهر العسل . محمد رجب - الذي كان يخفي عني لا أدري لماذا أنه زملكاوي علي مدي نحو 35 عاما متتالية حتي فوجئت به ممثلا رسميا ووحيد لنادي الزمالك "الشقيق " في صفحة " أهل القمة " خرج عن كل القواعد الأسبوع الماضي واستخدم لغة غريبة عنه وعليه وصلت الي حد السباب واتهام الأهلوية معاذ الله أنهم منافقون وكذابون لأنهم يصفون ناديهم دوما وعلي مدار التاريخ بأنه نادي القيم والمباديء معتبرا أن هذا الوصف بمفهوم المخالفة يعني وهي خطيئة كبري أن الأندية الأخري "هشك بشك " .. وهذا لا يمكن أن يكون مفهوم المخالفة يا أستاذ رجب .. فالمخالفة تتحقق لو وصف الأهلوية ناديهم بأنه ليس نادي "الهشك بشك " لكنك يبدو تفهم في القانون أكثر !.
وبصراحة شديدة جهزت كل الأسلحة لأعلن اغتيال شهر العسل .. لكن الوقت لم يسعفني فقد كان الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي علي ستاد هزاع بن زايد بعاصمة عشاق مصر والمصريين يصنع تاريخا جديدا مجيدا في مواجهة فريق نادي روما وصيف الدوري الايطالي بكل نجومه الكبار . ملأ المصريون جنبات ستاد هزاع بن زايد باللون الأحمر وبألوان علم مصر وبالأهازيج المصرية والأهلوية .. وذلك بعد مرور أقل من 24 ساعة علي قصة حزينة للغاية تمثلت في تحطم طائرة ركاب تابعة لمصر للطيران أسفرت عن استشهاد 66 بينهم 10 من طاقم الطائرة التي كانت في طريق عودتها من مطار شارل ديجول الي القاهرة . . وهي قصة ملأت المصريين بالغضب والحزن والخوف علي المستقبل .. وعلي رغم ذلك فقد ذهب المصريون سواء الذين انتقلوا الي الامارات أو من المقيمين فيها لمتابعة الأهلي صاحب التوكيل الحصري لاسعاد الشعب المصري - بأمل أن يحقق لهم ما يمسح الدمعة من العيون وما يزرع الأمل في الصدور .
لن أتناول هذه المباراة التاريخية من وجهة النظر الفنية حيث أدرك أن فريق عمل "اخبار الرياضة " المرافق سيكون قد أدي الواجب وزيادة .. لكنني سأتناول فقط الدقائق الأربع الأخيرة .. ذلك أن الأهلي تقدم حتي الدقيقة 90 بثلاثة أهداف مقابل هدفين لكن فريق روما سجل التعادل في نهاية الوقت الأصلي .. وفيما الجميع قد تمني أن تنتهي المباراة بهذا التعادل الكبير إلا أن لاعبي الأهلي وفي الأربع دقائق الاضافية كانوا يشعرون بأنهم الأحق بالفوز وكانوا يضعون في اعتبارهم أن جماهيرهم لا تزال في انتظار الفرحة الكبري التي لن تكون الا بالفوز .. فحاولوا وتقدموا حتي سجل الموهوب "الذي يحتاج الي أكثر من قرصة في ودنه " أحمد الشيخ الذي سجل هدفا أكثر من رائع حقق به النتيجة الواحدة التي تسعد الأهلوية خصوصا والمصريين بشكل عام وهي الانتصار ورفع كأس الذهب لينسي المصريون مأساتهم ولو لساعات وليرسموا الفرحة علي وجوههم ويعيدوا زراعة الأمل في قدرة المصريين علي الصمود والندية والانتصار .
وكانت المفاجأة هي أنه بمجرد انطلاق صافرة النهاية في المباراة كان أول المهنئين لي باتصال هاتفي هو الزميل والصديق محمد رجب الذي بادرني بالتهنئة مضيفا أن هذا هو الأهلي الذي يشرف المصريين في كل مكان .. لكنني بصراحة كنت مغتاظا منه للغاية فنال هجوما ولا أعنف .. انتهي بقولي : لماذا تضع يا رجب نفسك في هذه المواجهة ؟ .. ووعدته بأن أعود اليه الأسبوع المقبل إن كان في العمر باقية .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف