البديل
حسن شاهين
فى ذكرى تأسيس “تمرد”.. حقائق لم تنشر “٣”
أكدت فى السابق على أن إنطلاقة تمرد هى إنطلاقة شبابية وكان واضحا تماما أن جماعة الإخوان اتخذت من الجميع خصوما لها، فاعتبرت جميع أجهزة الدولة وجميع فئات الشعب بالإضافة لقواه السياسية الوطنية وشبابه ونخبته ومثقفيه هم أعداء لها، وأعلنت الحرب على الجميع، واتخذت من جماعتها وتنظيمها الدولى جبهة ضد كل هؤلاء فكان من الطبيعى أن أى مظلة وطنية تعمل ضد الإخوان المسلمين سيرحب بها الجميع.

فلم تكن حملة “تمرد” فى حاجة إلى التنسيق مع أجهزة الدولة فما فعله الإخوان وقتها جعل الجميع يسير إلى هدف واحد دون الحاجة لتنسيق، لكن “تمرد” كانت بحاجة إلى التنسيق مع كافة القوى الوطنية والشبابية لصناعة حالة الانسجام الشعبى الذى لم يستطيع أحد الوقوف أمامه.

وكان الترتيب الأول والحقيقى لنا مع القوات المسلحة المصرية فى يوم الثالث من يوليو عام 2013 فى اجتماع القوى الوطنية معها لأخذ إجراءات جدية ضد سلطة حكم الجماعة، وكانت كافة القوى الوطنية تتوقع أن تصعيد المشهد سيجعل القوات المسلحة تتدخل للمشاركة فى إجراءات التصحيح، مما يثقل قوة تنفيذ المطالبة الشعبية فى إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، وناقشنا ذلك الأمر فى كثير من الاجتماعات، وكانت الموافقة دائما في صالح التفاوض مع القوات المسلحة، لكن بوضع وطرح خارطة طريق متفق عليها من كافة التيارات المدنية والشبابية.

ومن قبلها إجتمعنا كممثلى حملة “تمرد” مع كافة القوى الوطنية والشبابية وقوى التيار المدنى التى تمثلت فى جبهة الإنقاذ وقتها لوضع الخطوط العريضة فى إطار خارطة طريق نسير عليها بعد عزل الإخوان المسلمين من الحكم وحتى الوصول لإنتخابات رئاسية مبكرة.

وأتذكر جيدا أن تحديد خارطة الطريق التى تم عرضها بما تم تنفيذه منها وما أغفل منها، سبقه اجتماعات تنسيقية بين كل تيارات القوى الوطنية والشبابية، وكان الاتفاق على عزل محمد مرسي، وتولى رئيس المحكمة الدستورية فترة إنتقالية وتعديل الدستور وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ودمج الشباب فى الدولة من خلال نواب للمحافظين ونواب للوزراء ووضع قانون للعدالة الإنتقالية وتطبيقه.

وكان من ضمن الاجتماعات اجتماع موسع داخل منتدى البدائل العربى للدراسات ضم سياسين وإعلاميين، وكان منهم ريم ماجد ونسق هذا الاجتماع وقتها كريم السقا أحد شباب الجمعية الوطنية للتغيير والباحث محمد العجاتى مدير المنتدى.

وكان هناك اجتماعات أخرى منفردة ومجمعة بشكل دورى ودائم حضرتها أنا ومحمد عبد العزيز ومحمود بدر مع جبهة الإنقاذ وشبابها ومع الأستاذ محمد حسنين هيكل والأستاذ حمدين صباحى وخالد يوسف والدكتور محمد البرادعى والدكتور عبد الجليل مصطفى والأستاذ ياسر رزق وضياء رشوان وغيرهم كثير من السياسين والإعلاميين و الشباب من مختلف التيارات والأحزاب والحركات للاتفاق على طرح خارطة الطريق.

وتم ترشيحنا كممثلى حملة تمرد من جبهة الإنقاذ ممثلة فى الدكتور محمد البرادعى وقتها لحضور أى تفاوض سيأتى مع القوات المسلحة المصرية لتنفيذ مطالب الشارع فى عزل الإخوان المسلمين وتنفيذ خارطة طريق.

وسأوضح نقطتين فى غاية الأهمية:

الأولى: سألنى كثيرون عن مدى صحة تسريبات اللواء عباس كامل التى يذكر فيها حساب تمرد.
لم يكن هناك حساب بنكى لحملة تمرد فمن كان يدعم الحملة ونسق ترتيباتها هى القوى الوطنية وشبابها، وليس من المعقول أن يكن هناك حساب باسم تمرد ويتحكم فيه أشخاص أخرون يرسلون ويسحبون فطبيعة الحسابات البنكية أن يتحكم فيها أصحابها، ولهذا أؤكد أننا لم ننشئ حساب بنكى باسم تمرد، وكل دعمها كان من القوى الوطنية وشبابها.

النقطة الثانية أنه بعد الثلاثين من يونيو، ونجاح حملة تمرد فى أولى خطواتها، سعت بغض وجوه الحركة إلى مكاسب شخصية، ومن تلك الوجوه محمود بدر الذى اصطحب أحد أتباعه الذى ألحقه بتمرد في فترة متأخرة، ولم يكن له أى دور، وهو محمد نبوى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف