التحرير
محمود سامى
إلى جوارديولا: كيف تهزم أتلتيكو
للمباراة الثالثة على التوالي، يؤكد سيميوني، أنه أعد فريق قادر على قهر فرق الاستحواذ، فبعد إزاحته لبطل النسخة الماضية برشلونة، أحد مؤسسي كرة الاستحواذ والفريق السابق لبيب جوارديولا، من دور ربع النهائي جاء الدور هذه المره علي بايرن ميونخ الفريق الحالي لجوارديولا في دور نصف النهائي، ليكرر سيميوني إثبات تفوقه وتفوق فريقه مؤخرًا على الفرق التي تستخدم أسلوب الاستحواذ على الكرة بفوزه على البافاري في مباراة الذهاب على ملعبه «الفيسينتي كالديرون» في إسبانيا بهدف نظيف ليضع قدما في نهائي البطولة، معتمدًا على نفس الأسلوب دائم التحفظ المطبق تحت نفس الرسم الخططي 4-4-2 بأدوار دفاعيه بشكل كامل لثنائي منتصف الملعب، قائد كتيبه الاتليتي جابي و زميله الوافد الجديد بالسوق الشتوي ريناتو.

تلك الأدوار الدفاعية لثنائي الارتكاز لاتليتكو في عمق الميدان والتي تعطي الاطراف افضليه هجوميه و دفاعيه في نفس الوقت فدفاعيا هي تسمح للظهير سواء الايمن جونفران او الايسر فيليبي من الضغط العالي و تضيق مساحه الاستلام علي الاجنحه الهجوميه للخصوم , لتشكيل زياده عدديه مع الجناح التكتيكي للاتليتي علي الجناح الهجومي للخصم مما يسهل صنع مصايد للضغط بمسانده خط التماس و سهوله استرداد الكره او اجبار الخصم علي التدوير السلبي للكرة.



أما هجوميا فذلك التامين الدفاعي الذي يوفره بشكل دائم ثنائي الارتكاز للاتليتي بعطي حريه التقدم للاظهره لتوسيع عرض الملعب هجوميا , و بذلك تحدث زياده عدديه هجوميا من لاعبي الاتليتي علي احد طرفي الملعب الشئ الذي يجبر لاعبي منتصف الملعب للخصوم التخللي عن تمركزهم في عمق منتصف الميدان و التوجه نحو ذلك الطرف للمسانده الدفاعيه مما يقوم بفتح مساحات في عمق ملعبهم , الشئ الذي يستغله ثنائي الهجوم اصحاب الحركيه الكبيره توريس و جريزمان بلاضافه الي الجناح التكتيكي للاتليتي و المتواجد في الجبهه الاخري عن طريق تحركه عرضيا في تلك المساحه الفارغه في عمق ملعب الخصم معتمدا علي الظهير المتواجد في جبهته ف توسيع عرض الملعب هجوميا.




ذلك الاسلوب الهجومي المبني علي اصول دفعاعيه راسخه و قويه جعل من الاتليتي في هذه النسخه من دوري الابطال اقل الفرق المتواجده في دور نصف النهائي تسجيلا للاهداف برصيد 15 هدف و لكن اقلهم ايضا استقبالا للاهداف بالمساواه مع ريال مدريد ب 5 اهداف و احد ابرز المرشحين للتويج بلقب بطل النسخه الحاليه ذلك الاسلوب الحريص من سيميوني دائما و الذي دوما ما يزيد من فرص فريقه بالخروج بشباك نظيفه في اي مباراه مما يزيد من فرصهم من تحقيق الفوز و لو حتي بهدف وحيد من خطا للخصم , و بالطبع نسبه ال 52.7% و التي هي نسبه خروج اتليتكو مدريد بشباك نظيفه تحت قياده سيميوني اكبر دليل علي ذلك في السنوات الماضيه اعتدنا ان نعطي النصائح و نقوم بالتنظير للفرق التي تلعب باسلوب دفاعي و متحفظ لكي يتخطوا الفرق التي تلعب باسلوب هجومي يعتمد علي الاستحواز علي الكره و الذين دائما ما يكون لديهم لاعبين اصحاب اسماء اكبر و اكثر تاثيرا علي مستوي اللاعبين و لكن بعد ما نجح الاتليتي بتقديمه مؤخرا و بعد القصه الاسطوريه التي ما زال يكتب ليستر سيتي فصلها الاخير
بالبريميرليج باسلوب لعب مشابه , سيوجه النصح الان للطرف الاخر , سيوجه النصح لمن لم يعتاد علي تلقي النصح , الشئ الذي ان ندل علي شئ سيدل علي عدم تواجد ثوابت دائمه لساحرتنا المستديره تتعلق بافضل اسلوب للعب.

1- الابقاء على الابا في قلب الدفاع

كل من شاهد مباراة الذهاب يستطيع اقرار ان الابا قدم اداءا سئ في مركز قلب الدفاع !!! فقراره الخاطا بترك ساؤل التسديد بقدمه اليسري في الزاويه البعيده محاولا اعتراض التسديده بدلا من اغلاق
الزاويه بشكل كامل و اجبار ساؤل الاعسر علي توجيه الكره ناحيه قدمه اليمني لتصعيب فرصه التسجيل عليه الشئ الذي تكرر مره اخري عن طريق مراوغته بسهوله من قبل توريس في الشوط الثاني , تلك المراوغه التي اسفرت عن اصابه توريس للقائم , ذلك الخطا و الذي لولا حسن حظ البافاري كان قد اخرجهم خارج البطوله تماما.

ولكن من جانب اخر , بنظره للدور التكتيكي الذي يلعبه الابا كقلب دفاع سنجد انه لا يوجد غني عنه تحديدا امام هجوم اتليتكو مدريد فدفاعيا , سرعه الابا هي الحل الوحيد لمواجهه سرعات مهاجمي اتليتكو مدريد توريس و جريزمان تحديدا في ظل لعب البافاري بخط دفاع متقدم جدا.

اما من حيث التحضير من الخلف , فقدره الابا علي المراوغه و التقدم بالكره من الخلف تعطي بايرن ميونخ حل في غايه الاهميه لكسر موجات الضغط العالي و المبكر الذي يقوم به الثنائي الهجومي لاتليتكو توريس و جريزمان و بالتالي و علي الرغم من عدم اريحيه الابا في مركز قلب الدفاع , الا ان دوره التكتيكي لا غني عنه تحديدا امام اتليتكو مدريد بما تملكه من سرعات في خط الهجوم.

2- مارتينيز بديلا لالونسو

كان واضح جدا في مباراه الذهاب ان جوارديوللا كان قد اعطي الونسو توجيهات صريحه و دائما بالتواجد بقرب ثنائي قلب الدفاع و ان يحافظ علي تواجده تحديدا بالقرب من توريس ليجعل الابا حرا و غير مكلف برقابه ايا من مهاجمي اتليتكو ليتفرغ للتغطيه علي اي كرات سريعه و طوليه تلعب خلف دفاع بايرن ميونخ المتقدم.

وعلي الرغم من ذكاء هذا التوجه التكتيكي , الا ان الونسو اثبت خلال هذه المباراه انه ليس باللاعب المناسب لتنفيذ ذلك الدور التكتيكي Half Back فالونسو لا يملك الحركيه الكافيه او القدره علي الصراع و التي تسمحله من مجاراه لاعبي اتليتكو مدريد في الثلث الدفاعي للفريق البافاري , و هذا اتضح من عرقلاته الناجه خلال المباراه حيث لم يربح سوي عرقلتين فقط في مقابل خسارته لاربع عرقلات في مناطق في منتهي الخطوره من ضمنهم خسارته لعرقله غايه في الاهميه علي ساؤل في كره الهدف.

ولم يقتصر فشل الونسو في تنفيذ هذا الدور علي ضعف صراعاته فقط , و لكن ضعف رقابته ايضا , فكما نري في الصوره عدم مراقبه الونسو لتوريس و اكتفائه بدور المشاهد للصراع القائم بين ساؤل و تياجو ادي الي موقف 2 علي 2 عند خساره تياجو للصراع.

حيث اجبر الابا علي مراقبه تحرك توريس و لم يوفر التغطيه التي تحدثنا عنها سابقا و بالتالي استطاع جريزمان استغلال سرعته للتفوق علي مارتينيز بسهوله و صناعه فرصه محققه للتهديف انقذها نوير
ببراعه و لكن ايضا بنظره تكتيكيه لهذا الدور سنجد انه لا غني عنه امام اتليتكو مدريد ايضا , تحديدا لكي يستطيع الابا من تاديه ادواراه سواء باستغلال سرعته لمواجهه سرعات مهجمي اتليتكو مدريد في المساحات المتواجده خلف دفاع البايرن المتقدم , او لاستخدام مهارته في المراوغه و التقدم بالكره و كسر موجات الضغط المبكر الذي يقوم بها الثنائي الهجومي لاتليتكو مدريد وبالتالي سيكون افضل اللاعبين لتنفيذ هذا الدور التكتيكي الهام هو مارتينيز اللاعب المتميز في الرقابه والصراعات و التمركز مع البدا ببن عطيه كشريك لالابا في قلب دفاع الفريق البافاري 3- فيدال علي يسار دائره المنتصف و ليس علي يمينها لم يكن ابدا من قبل المصادفه هذا الاداء الرائع الذي قدمه نجم المباراه الاول ساؤل في مباراه الذهاب.

فكما اوضحنا سابقا فاجنحه اتليتكو مدريد تستغل تقدم اظهرتها لتوسيع الملعب و بالتالي تقوم هي بالتحرك عرضيا لداخل الملعب سواء بالكره او بدونها , و بالتالي من المفترض ان يواجه لاعبي منتصف الميدان
للبايرن اجنحه اتليتكو , و هو ما فشل فيه تماما تحديدا الكنترا الذي دائما ما تميز كصانع العاب متاخر لما يملكه من مهاره و رؤيه عاليه , و لكنه فشل تماما في مواجهه تحركات ساؤل الذي يتفوق عليه في القوه و الاندفاع البدني و هو ما اتضح شكل كبير جدا في صراعات ساؤل الناجحه تحديدا خلال الشوط الاول الذي اكمل فيه ساؤل كل من محاولات المراوغه الخمس التي حاول القايم بها , كما استطاع ربح 4 صراعات هوائيه في منتصف ميدان البايرن الدفاعي و التي اسفرت احدهم عن فرصه جريزمان المحققه للتهديف و التي انقذها نوير و بالتالي فاللاعب الامثل لمواجه تلك التحركات لداخل الملعب من ساؤل هو فيدال اللاعب الرائع صاحب الصراعات المتميزه و المجهود الوفير و الذي يستطيع القيام بتلك الادوار الدفاعيه ببراعه دون التاثير علي شكل فريقه.

4- البدا بموللر لمسانده ليفاندوفيسكي
كل متابعي مباراه الذهاب استطاعوا ملاحظه تغير بعض الشئ في توجه خط دفاع بايرن ميونخ في الهروب من الضغط العالي لهجوم اتليتكو مدريد , فمهاره الابا بالتقدم بالكره كانت احد الحلول , و الكرات الطويله المباشره من الثلث الدفاعي لليفاندوفيسكي في الثلث الهجومي كانت حلا اخر.

ولكن ذلك الحل لم يكن فعالا بالشكل الكافي لكثيرا من الوقت خلال المباراه نتيجه لعدم وجود اي مسانده لليفا سواء من لاعبي خط المنتصف او حتي من الاجنحه الملتزمه بتواجدها بالقرب من الخط لتوسيع الملعب و هو ما ادي الي عزله ليفا و سهوله مراقبته من مدافعي اتليتكو مدريد.

ذلك الشئ الذي تغير تماما بنزول موللر و تحركاته الدائمه لمسانده ليفا في الثلث الهجومي و التي يشغل بها جزء من اهتمام مدافعي اتليتكو مما يسهل علي ليفا الهروب من الرقابه.



كما راينا في نهايه المباراه و الربط الرائع الذي حدث بين ليفا و موللر في الثلث الهجومي لتهايه الكره لفيدال القادم من الخلف لصناعه احد ان لم تكن اخطر الفرص للبايرن طوال المباراة.



الشق الاخر في سبب اهميه البدا بمولر لمسانده ليفا في الثلث الهجومي , يكمن في مدي اهميته لاستغلال الكرات العرضيه فالطريقه التي تخطي بها بايرن ميونخ يوفينتوس في دور ثمن النهائي عن طريق الكرات العرضيه توضح مدي اهميه وجود توماس موللر في المنطقه لتشتيت انتباه دفاعات الخصوم عن ليفا لكي يتمكن من الوصول للكره.



تلك المسانده التي افتقدها ليفا في مناطقه اتليتكو بشكل واضح في اكثر من مناسبه مما سهل من ماموريه التعامل مع الكرات العرضيه للبايرن و التي تعد اهم حلوله و الاكثر فاعليه امام الفرق المتكتله دفاعيا في مناطقها.

5- وجوب البدا بريبري
بالنظر لاطراف الملعب ببايرن ميونخ سنجد انه هناك تداخل كبير في المهام تحديدا بين الظهير و الجناح علي الرواق الايسر للبايرن.



بعكس الرواق الايمن , فتحركات فيليب لام دائما لداخل الملعب في مرحله التحضير كما نري في الصوره تلك التحركات التي تسمح لموللر عند لعبه بمنتصف الميدان التقدم لمسانده ليفا في الثلث الهجومي لشغل فيليب لام للمساحه التي سيتركها خلفه , تسمح ايضا بتواجد جناح البايرن الذي يشارك لام الجبهه اليمني بالتواجد بجوار خط التماس و توسيع الملعب دون حدوث تداخل في الادوار لشغل لام مناطق اكثر مركزيه
و لكن علي الجبهه اليسري لا يملك بيرنات هذه القدرات التي يملكها فيليب لام و التي تسمحله باللعب لداخل الملعب ليترك ماموريه اللعب بجوار الخط و توسيع الملعب للجناح و بالتالي فيجب علي الجناح الايسر الذي يشارك بيرنات الجبهه اليسري ان يكون تركيزه بشكل اكبر علي اللعب لداخل الملعب و ترك اللعب بجوار خط التماس لبيرنات.

وبالنظر لمراوغات كل من كوستا و كومان في مباراه الذهاب سنجد ان جميعهم تقريبا بجوار خط التماس.

الشئ الذي لا ينطبق علي محوله ريبري للمراوغه و التي علي الرغم من فشلها الا انها كانت في المناطق المطلوبه , و بالتالي بالاضافه الي عامل الخبره و الحسم الذي سيضيفه البدا بريبري في مباراه العوده , فهو ايضا سيضيف عامل تكتيكي هام افتقده الفريق في مبراه الذهاب.



لم يكن أبدا التأخر بهدف وحيد بالعائق الكبير أمام أي فريق للعودة مرة أخري والإيمان بحظوظه للفوز، ولكن بعد ما رايناه في مباراه الذهاب لن يستطيع البايرن العوده امام اتليتكو الصعب إلا بكثير من العمل التكتيكي والفني الشاق على المستويين الدفاعي والهجومي، فهدف آخر من أتلتيكو في مباراه العوده سيجبر البايرن علي تعويضه بثلاثه اهداف ان كانوا يريدون العبور للمباراه النهائيه، مع العلم أن اتلتيكو مدريد لم يستقبل هذا الموسم ثلاثه أهداف في مباراة واحدة إلا مرة واحدة أمام سيلتا فيجو في الكأس الإسبانية فهل سيصل جوارديولا في موسمه الأخير مع البايرن لنهائي الأبطال أم لسيميوني رأي آخر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف