الرأى للشعب
محمد أبو سنة
في الاستقامة سعادة الدارين


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"..

والعاقل في هذه الدنيا يعلم أن في الاستقامة خير الدين والدنيا والآخرة ويعلم أن من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال تقدمه في السن ويعلم أيضا أن الدنيا دار للعمل وبموته انقطع عمله وفي ذلك قال أحد الصالحين:

تزود من التقوى فإنك لا تدري.. إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علة .. وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا.. وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو متمتع بقوته وعقله فوثب وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال:هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر.. وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخا يسأل الناس فقال: إن هذا ضعيف ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره.

وقال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ الله وستره متى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال.

وقال بعض السلف:إذا حضر الرجل الموت يقال للملك: شم رأسه قال :أجد في رأسه القرآن قال: شم قلبه قال أجد في قلبه الصيام قال:شم قدميه قال: أجد في قدميه القيام قال :حفظ نفسه فحفظه الله.

من هذا نتعلم ضرورة أن يظل الإنسان في معية الله وحفظه وأن يبقى قريبا من الله وأن يعيش حياته كلها بالحلال في عمله وفي سعيه على نفسه وعلى أسرته وألا يفعل الحرام مهما كانت إغراءاته وبريقه لأن كل صغيرة وكبيرة في ميزان العدل الإلهي ولا يظلم ربك أحدا.

فالإنسان الذي يقاوم نفسه ويردها عن غيها ويردعها أولا بأول ويلزمها طاعة الله وتقواه رغم المغريات التي تحاصره وتسعى إليه في كثير من الأحيان ويتقي الله في كل أمور حياته ويحرص على فعل الخير ويبتعد عن الشر لاشك يكون خليقا بأن يحميه الله من حر الموقف ويؤويه إلى ظله يوم لا ظل إلا ظله ويوفقه في كل أمور حياته ويسعد دينا ودنيا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف