البديل
حسن شاهين
حق الرد الذى تأخر
منذ أسبوعين تقريبا رأيت في أحد البرامج التلفزيونية اثنين من الشباب وثالثهم أحد المدعين الذين ظهروا فى موجة خبراء الاسترتيجيين فى الفترة الأخيرة. وذكر اسمى أثناء الاشتباك اللفظى بين الاثنين الذى أصبح معتادا على الساحة السياسية، ليظن كل طرف أنه إذا ألقى التهم سريعا على الآخر سيكن المنتصر لكن فى الحقيقة جميعهم خاسرون.

ما حدث أحزننى لما وصلنا إليه بعد مرور قرابة ستة أعوام من إندلاع الثورة المصرية، وهو عدم تقبل آراء بعضنا البعض، واستخدام أداة التخوين والتشويه على الرغم من أنها كانت ثورة تطالب بالديمقراطية وتقبل كل منا رأى الآخر واحترامه، ورغم من أنها كانت ثورة وقودها شباب الوطن على اختلاف تياراتهم السياسية وأيدولوجياتهم الفكرية لكن جميعهم كان يقف على أرضية مشتركة تخدم فى النهاية المواطن والوطن، لكن اليوم نفس الشباب هم من أصبحوا يستخدمون الأسلحة الفاسدة ضد بعضهم البعض مع العلم أن السلاح الفاسد يقتل صاحبه قبل أن يقتل العدو.

البرنامج الذى أتحدث عنه هو برنامج الإعلامى وائل الإبراشى الذى كان من المفترض أن يمنحني فرصة حق الرد، وهذا من واجب المهنية فيما قيل ممن كانوا فى استضافته من قرابة أسبوعيين، وتحدث أحدهم أثناء اشتباكهم اللفظى على أننى تكسبت آلاف الدولارات أثناء عملى العام وبالأخص فى فترة تأسيسى للحملة الشعبية “تمرد”.

طلبت بالفعل من الإعلامى وائل الإبراشى حق الرد بناء على رغبة أصدقاء مقربين يعرفوننى ويعلمون أننى لم أتربح من خلال عملى العام، بل قد تمت محاربتى فى أكل عيشي والتضييق على فى عملى ولا يزال ذلك مستمر، ويعلمون أننى تركت كل المكاسب ولازلت أسعى أن أجد مساحة من العمل أحقق بها متطلبات الحياة كأى شاب، طلبوا منى الرد على ما قيل ووعدنى الإبراشى فى مكالمة هاتفية بينى وبينه، لكن هذا لم يحدث رغم وعده.

الضيوف كانوا محمد نبوى ومحمد فاضل والثالث لا أذكره نظرا لعدم أهميته فى الحلقة أو حتى فى الحياة العامة، وذكر الأخير أني تربحت من عملي العام، وأجيبه بأني لست في حاجة إلى الدفاع عن نفسي لأن الجميع يعلم من أنا، وأعلم بأن هناك ما هو أفضل للحديث عنه فبدلا من إشغال الرأى العام بالقضايا التافهة الأولى القاء الضوء على المواطن البسيط وعلى المشاكل التى يعانيها المجتمع من انهيار فكري وأخلاقى وثقافى ودينى فهذا أولى بالحديث والجدال للخروج بحلول تعمل على رقى المجتمع وتقدمه.

لكن للأسف هناك من يريد أن يشغل الرأى العام بالقضايا التافهة، ومن يظهرون على الشاشة للحديث يعتقدون أنهم أبطال فى مواقعهم إذا حاصر كل منهم الآخر بالتهم والشتائم والتخوين والتشويه، لكن لا يعلمون أنهم بذلك يضرون بقضية الوطن والمواطن ويزيدون من نفور المجتمع من الشباب.

نحن يا سادة أمام كارثة، ويجب أن نمنعها بشتى الطرق، وهى محاولات تهميش قضايا المجتمع الرئيسية من أجل الصراعات الشخصية التى يختلقها البعض بحجة أن الأفكار مختلفة، وكل يدافع عن فكرته، لكن فى الحقيقة ليس هناك أفكار بل إضرار واضح بحياة المجتمع من أجل الانتصار لمصالح شخصية وليس للأفكار.

أتمنى أن يدرك المجتمع وشبابه أننا لسنا بحاجة إلى الالتفات للقضايا التافهة، لكننا بحاجة إلى الانشغال والاندماج فى القضايا الرئيسية التى تمس مصالح المجتمع مباشرة وتؤثر فى حياته اليومية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف