الأهرام
سامى فريد
المتسولون .. قوة إنتاجية مهدرة
..إضافة إلى أنهم يسيئون إلى مظهر العاصمة فإن ذلك ينعكس وبشكل سلبى مؤثر على السياحة، وقد حاولت السلطات المعنية معهم كثيرا عبر عشرات السنين دون جدوى، فأعدادهم تتزايد ومظاهر احتيالهم على التسول تتنوع من التسول المباشر الزج والمقيت إلى فرض أنواع مختلفة من بضاعاتهم التافهة على المواطنين فى الشوارع.ولعل العابرين بسياراتهم فوق كوبرى أكتوبر أمام هيلتون رمسيس مازالوا يذكرون تلك الفتاة التى تلتصق بالسيارة ثم تتعلق ببابها ونافذتها لا تتركها حتى تنال ما تريد، وإلا فإنها قد تخطف جهاز محمول أو قلادة فى صدر قائدة السيارة، ثم تقفز لتنطلق هاربة وذلك الرجل القعيد فوق مقعد متحرك وحوله بعض أفراد أسرته من حملة الفل والياسمين أو المناديل يقطعون الطريق على السيارات عند نهاية كوبرى رمسيس فوق النيل، وغيرهم من محترفى الشلل الرعاش والكساح والزحف على الأرض.

ستكون مسئولية تصحيح هذه المظاهر المسيئة مشتركة بين وزارتى الداخلية والصحة فى البداية، ثم قد يتطلب العلاج بعد ذلك تدخل أطراف أخرى بحسب مقتضى الحال وما ستتدرج إليه الأمور..

ودور الداخلية معروف وهو جمعهم بطريقة سلسة وهادئة من الشوارع لتحويلهم إلى مستشفيات وزارة الصحة لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وعلاج من يحتاج منهم إلى العلاج، فإذا انتهت هذه المرحلة انتقلوا - من يصلح منهم للعمل- للتأهيل، وأظن أن هذا لن يكون إلا فى شركات المقاولات المصرية الكبرى حيث يكون فى استقبالهم المسئولون عن أقسام العمل كأعمال الكهرباء والنجارة والزجاج والسباكة والبلاط والسيراميك والأعمال الصحية إلى آخره لتدريبهم عليها، فإذا أتموا التدريب اختارت الشركة منهم من تراهم أصلح للعمل عندها فى توسعاتها أو ألحقتهم بمشروعاتنا التنموية والبنائية كالمدن الجديدة أو انشاء الطرق أو حتى الزراعة، فقد تحولوا من مرحلة مد الأيد للناس لاستجدائهم وفى هذا ما فيه من إهدار لآدميتهم .

أجورهم أو مكافآتهم ستكون من ناتج أعمالهم فى هذه الميادين الجديدة. لم أنس الفتيات والسيدات، فلابد أن عندنا من الورش من ستقوم بتعليمهن أعمال الخوص والأثاث من الجريد وأشغال الكروشيه والتريكو وصناعة الحلوى والمربات وغيرها، وهى أنشطة كثيرة ومطلوبة كإعداد الوجبات الجاهزة للمرأة العاملة مساعدة منهن فى تسيير الحياة على قطاع كبير من الموظفات لا يجدن الوقت الكافى لإعداد طعام الأبناء والأسرة. سنحتاج هنا ولاشك إلى تدخل القوات المسلحة وأجهزتها وقد أثبتت قدرتها فى هذا المجال وفى هذه المرحلة، بقى أن نقول إن فى بعض هذه الحالات من أصيبوا أو أصبن بالعجز الكامل أو الإعاقة الأمر الذى قد يستلزم منا بقاءهم فى المستشفيات تحت العلاج .

سيخلو ولا شك وجه العاصمة وغيرها من عواصم المحافظات من هذا التشوه المسىء المعطل لما تبذله وزارة السياحة من جهود لإعادة أفواج السياحة إلى مصر كما عرفناها قبل خمسين سنة مثلا. وهو ما يتيح لنا أن نبدأ تنفيذ مشروعات تجميل العاصمة وضبط مرورها وزراعة أشجارها وزهورها. أكثر من هذا فقد نحتاج من نقابة الموسيقيين التدخل لإعادة فتح أكشاك الموسيقى فى أيام معلومة للترويح عن المواطنين ليس فى القاهرة وحدها ولكن فى كل المحافظات، وكان ذلك يحدث أيام كان الاحتلال الإنجليزى يربض فوق قلوبنا، وكانت فرق موسيقى القرب تصدح فى أكشاك الموسيقى للترفيه عنا لما كانت سياطهم تلهب ظهورنا، وفرقهم الموسيقية تصر على أن تسمعنا موسيقاهم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف