الوفد
د. كاميليا شكرى
رؤية- مصرية ويبحثون عن.. البديل!
أصبح شيئا لا يصدق.. ومن غير المقبول أنه في عز ما تواجهه البلاد من صعاب وأزمات داخلية غير مسبوقة نتيجة لتراكم سياسات لأنظمة حكم سابقة سواء بسوء الأداء، أو الفساد أو الاثنين معا.. جرفت معظم مقدرات البلاد، وأضاعت مواردها.. وأوصلت البلاد إلى مستويات منخفضة فى كل مناحى الحياة السياسية.. والاقتصادية.. والثقافية.. والاجتماعية .. والدلائل والمؤشرات خير دليل على ذلك!!
< وزاد على ما نعانيه داخليا.. المخطط التآمرى الخارجى سواء من دول فى المنطقة أو من خارجها.. تجد فى مصر عائقا صعبا.. وصدا مانعا.. لنوايا مبيتة للاستيلاء على ثروات المنطقة، وتقسيمها.. لتشتت أهدافها وتضعفها.
وما زاد على ذلك.. تكشفت الأمور عن الجماعة الإرهابية التى لا اعتبار.. ولا قيمة للوطن لديها.. بل أظهرت رغبتها وسعيها.. والاستعداد لتسليم أجزاء من الأرض المباركة للوطن.. لمن يدفع الثمن، ولمن يساند وصولها إلى سدة الحكم!!!
ولم تكن تحركاتها فى الخفاء بل أعلنت عن نواياها وبكل وضوح.. وقيادتها صرحت بأنه لا يفرق معها.. أن يكون الحاكم الذى يتولى الحكم لمصر.. من بلد آخر.. (ماليزى) على سبيل المثال.
والأخطر من ذلك ان الجماعة كانت تسعى فى أن تتحول مصر مهد الحضارة الإنسانية.. العظيمة فى تاريخها ومكانتها بين الأمم.. إلى ولاية تابعة لخلافة عثمانية تلك التى أعيتها الهرولة والجرى وراء الاتحاد الأوروبى لتنضم له.. وتكون فى ذيل دول أوروبا الموحدة ولكن تكرر رفضها.. فأرادت إحياء ما عفا عليه التاريخ وقضى عليه وعلى الخلافة فى عام (1922).
ولكن الجماعة الإرهابية التى تآمرت علينا في الداخل ارتمت فى أحضانها.. على أمل أن تكون طريقها للاستقواء.. على الوطن.. ولم يكن لديها مانع لتسليم البلاد لأصحاب المطامع طالما ساندوهم.. وأبقوا عليهم فى السلطة.
< ويوما بعد يوم تتكشف الحقائق.. ويرفع الغطاء عن الإرهابيين والمتآمرين على مصر.
ويبدأ العالم فى مراجعة المواقف.. التى لابد أن تُظهر الحق الذى حاول البعض إخفاءه وطمسه.
< أما الشيء المحير.. وغير المُصدق.. كما ذكرت فى البداية.. أنه في أثناء ما فرض علينا.. من سباق مع الزمن فى مرحلة ما بعد الثورتين.. أن يخرج البعض .. وعلى رأسهم الأستاذ حمدين صباحي يتبنون البحث عن (بديل مدنى) جديد!!!
وكأن كل ما أنجزه الشعب المصرى من خلال خارطة الطريق والاستحقاقات الثلاث التى تمت من إعداد دستور (2014) وانتخابات رئاسية شارك فيها الأستاذ حمدين صباحي بنفسه.. كمنافس للمشير عبدالفتاح السيسي على مقعد الرئاسة.. ومعنى ذلك انه كان موافقا وراضيا على خطوات سير وتحقيق أهداف خارطة الطريق!!
< وكأن أيضاً كل الإنجازات التى تمت على أرض الواقع فى أقل من عامين والتى لم تكن تتم فى عهود سابقة فى عدة عقود من الزمن.. كانت خيالا ولم نرها ولم نلمسها.
< والدعوة بالبحث عن (بديل مدنى) يشعرنا وكأننا مازلنا نُحكم بنظام الزعيم عبدالناصر ورفاقه.. الذين كانوا جميعا بخلفية عسكرية. والأستاذ حمدين صباحى من أشد المُعتنقين لمبادئه (الناصرية) والمدافعين عنها.
والسؤال المطروح.. أليس فى هذا تناقضا بين الفكر.. والمواقف؟؟؟
الكلمة الأخيرة
إن ما يروجه البعض الآن من دعوة للبحث عن (بديل).. ليس له إلا معنى واحد هو تشتيت الفكر والجهد.. عن تكاتف الجميع نحو اجتياز المرحلة الحالية.. التى تُعتبر من أصعب المراحل التى مرت على البلاد.. من حيث استرجاع ما فقدناه خلال أنظمة حكم سابقة، وبسبب مؤامرات الخيانة من الخارج والداخل التى تعرض لها الوطن!!!
حفظ الله مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف