الصباح
أحمد جلال
أزمة الدولار ومارتن وماكليش ومالودا
كثيرون هم من هاجموا الأهلى، لأنه تعاقد مع الهولندى مارتن يول، وكثيرون أولئك من انتقدوا الزمالك، لأنه تفاوض مع الأسكتلندى ماكليش، وعدد لا يستهان به من وسائل الإعلام استخفت بتعاقد وادى دجلة، مع الفرنسى مالودا، وصبت كل هذه الآراء المعارضة فى إطارين ضيقين للغاية، الأول.. تعامل مع هذه الصفقات، على أن كبرى الأندية المصرية اشترت الترام، باعتبار أن أصحابها انتهت صلاحيتهم فى أوروبا، وباتوا يبحثون عن مصدر رزق جديد، خارج القارة البيضاء، والثانى.. بنى مفهومه على أساس أن مصر تعانى من أزمة اقتصادية طاحنة، أدت لارتفاع أسعار الدولار، إلى حد غير مسبوق، اقترب معه سعر العملة الأمريكية من 9 جنيهات ونصف الجنيه، ما كان ينبغى معه أن يتم توفير هذه العملة الصعبة، والتعاقد مع مدير فنى وطنى يقود السفينة.
ومع احترامى الشديد لكلا الرأيين، إلا أن من تبناهما، لم ينظر إلا تحت قدميه فقط، لأن المثلث الأوروبى الأشهر فى الدورى المصرى، صنع حالة من الرواج، تفوق كثيرًا ما يمكن أن يتم دفعه، أضعافًا مضاعفة، فى صفحات إعلانية للتأكيد على أن مصر آمنة، فى كبريات الصحف العالمية، والفضائيات الأجنبية، ولو نظر أحد هؤلاء المعترضين إلى حجم التغطيات الإعلامية التى شهدتها صفقة مالودا الفرنسى، ثم مارتن يول الهولندى، لأدرك التحول الكبير، الذى وضع الدورى المصرى، فى دائرة الاهتمام الأوروبى، وروج للبضاعة المصرية، بعد أن ابتعدت عن الساحة، واكتفينا فقط بـ 3 سفراء هم محمد صلاح فى روما، ومحمد الننى فى الأرسنال، وأحمد حسن كوكا فى سبورتنج براجا، بينما توارى أحمد المحمدى فى هال سيتى، ومحمود حسن ترزيجيه فى أندرلخت.
ومن الناحية التسويقية، فإن وجود هذه الأسماء الكبيرة، ساهم فى رفع القيمة التسويقية، لكأس مصر وكأس السوبر، إلى حد أن سعر البطولتين وصل إلى أكثر من ضعف الرقم الذى تم بيعه به الموسم الماضى، ليصل من 4 ملايين، إلى 10 ملايين جنيه، ولم يحدث ذلك لأن الشركات التسويقية تهدر أموالها هباءً منثورًا، بل هى تعرف أن المنتج يمكن أن يحقق لها ربحًا أكبر من القيمة التى دفعته للحصول على حقوق تسويقه، سواء من حجم الإعلانات، أو قيمة البث التليفزيونى.
أما من الناحية الفنية.. فإن الإيحاء بأن المثلث الجديد مالودا وماكليش ومارتن منتهى الصلاحية، طرح لا يمكن الجزم به، ورغم أن النجم العالمى الفرنسى، وصل إلى عامه الخامس والثلاثين، إلا أن ذلك لا يعنى أنه غير قادر على العطاء، والإحصاءات تشير إلى أن متوسط عمر اللاعب المصرى فى الدورى العام، وصل إلى هذا الرقم، بل ويزيد عليه، فى كل الأندية المصرية، وعلى سبيل المثال يقدم حمادة طلبة فى الزمالك أقوى مردود فنى وبدنى، وعمره يقترب من الخامسة والثلاثين، ويبهرنا حسام غالى بعطائه، وعمره فى نفس المرحلة، ولا يزال أحمد رءوف محتفظًا بمكانه فى منتخب مصر، وهو يقترب من نفس العمر، ما يعنى أن قدرات اللاعب لا يمكن أن تقاس بالسن، إضافة إلى أن كارتيرون المدير الفنى لنادى وادى دجلة، أعلن أن قدرات مالودا، الفنية والبدنية، تمكنه من العودة لإحدى الدوريات الأوروبية القوية.
أما مزاعم التشكيك فى مارتن يول أو ماكليش، فإن العزف على إخفاق مدرب، أو ابتعاده لموسم عن الساحة، ليس حجة يمكن الاستناد إليها للتشكيك فى قدرات مدربى الأهلى والزمالك المرتقبين، وأعظم مدربى العالم يتعرض للإخفاق، وربما الإقالة، ومورينيو أبرز مثال مع تشيلسى مؤخرًا، والعبرة بقدرة كلا الرجلين على التكيف مع طبيعة اللاعب المصرى، وتطويع القماشة التى بين يديه، ليصنع منها النجاح.
لننتظر النتيجة، وفى كل الأحوال فإن الكرة المصرية، حققت طفرة ذات بعد سياسى وأمنى عميق، بالتعاقد مع أسماء كبيرة لها وزنها، مهما كانت النتائج الفنية التى سوف يحققها المثلث الأوروبى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف