الأهرام
رجب البنا
حزب أعداء الفشل (1)
عرفنا حزب أعداء النجاح واعتدنا على أساليبه فى محاربة كل إنسان وكل مشروع ناجح، ورأينا كيف كان هذا الحزب ينمو وينضم إليه كل يوم أعضاء جدد حتى صار أكبر الأحزاب عددا ونفوذا وحقق انتصارات مدوية بإسقاط الكفاءات وعزلها ودفع العاجزين والمنافقين إلى الصدارة والتهليل لمشروعات وهمية والتبشير بفتوحات كانت وبقيت مجرد أوهام. ولكن الأمور يبدو أنها تتغير تغيرا كبيرا، فمع بقاء حزب أعداء النجاح الذى قد يستغرق هزيمته سنوات طويلة ويحتاج إلى جهود ويقظة أكبر، ومع ذلك فإن حزبا جديدا تم تكوينه فعلا واستكمل جانبا مهما من بنائه التنظيمى بقيادته واجتذب من الأنصار ما يكفى لتحقيق أهدافه. هذا الحزب الجديد هو حزب أعداء الفشل، قائم على رؤية لبناء مصر بناء جديدا فى كل المجالات وإزالة آثار التخريب الذى تركه حزب أعداء النجاح. الحزب الجديد لم يمض على ظهوره إلا فترة قصيرة جدا لا تزيد على عامين ومع ذلك استطاع أن يجتذب عناصر وطنية مخلصة مستعدة لقبول العمل الشاق وتمتلك الإرادة والقدرة على تحقيق ما يبدو صعبا وما يبدو مستحيلا، وبإخلاصها واستعدادها للتضحية تقدم لبلدها اضافة حقيقية.. وأهم ما يميز هذا الحزب أنه لا مكان فيه للنصابين والفاسدين وكدابى الزفة يقولون ما لا يفعلون ولا يقدمون وعودا ومشروعات وهمية. هذا الحزب مازال فى بداياته، ففترة العامين ليست بالعمر الطويل. ولكنه يجتذب عناصر جديدة كل يوم بحيث يمكننا أن نأمل أن ينضم إليه كل المصريين.. ومن السهل أن نلاحظ الصراع الدائر الآن بين الحزبين، حزب أعداء النجاح المخضرم وحزب أعداء الفشل الوليد، وفى أحيان كثيرة يتحول الصراع إلى حرب يستخدم فيها حزب أعداء النجاح أسلحة غير أخلاقية من الشائعات وحملات التشويه لكل مشروع وكل إنسان ناجح.. ويجد حزب أعداء النجاح أنصارا من الخلايا النائمة والخلايا الصاحية من جماعة الاخوان والمرتزقة الذين ينفذون لهم مخطط تدمير المجتمع وتسميم العقول وإشاعة روح اليأس، كما ينفذون مخطط التدمير والقتل والإرهاب.. لأن مخطط الإخوان الجديد هو التدمير الشامل للبلد على طريقة المثل الذى يردده الفاشلون (فيها أو أخفيها) ولكن حزب أعداء الفشل هو الغالب فى النهاية لأن ذلك هو منطق الحياة وتحقيق العدل الإلهي.ليس غريبا أن نرى ونسمع من حزب أعداء النجاح ما اعتدنا أن نراه ونسمعه على مدى السنين، ولكن الغريب أن نجد فى الاعلام من يدعى أنه «أبو العريف» ولا يجد ما يقوله للناس إلا ما يدعوهم إلى القلق واليأس، ولأن الناس الطيبين يظنون أن هؤلاء الاعلاميين المدعين يعلمون الخفايا والأسرار فإنهم يسمعونهم ويصدقهم السذج، والاعلامى الفصيح لا يتحدث إلا عن أخطاء وفساد ومشروعات فاشلة وعيوب هنا وهناك وكلها من ميراث عهود سابقة وكأن اصلاح كل شيء فى غمضة عين هو ما يجب أن يكون.وعلى العموم فإن حزب أعداء النجاح لا مستقبل له، وحزب أعداء الفشل هو حزب الحاضر والمستقبل، والعاقل من ينضم إليه لأن قطار الحياة ينطلق إلى الأمام ولا ولن يعود إلى الوراء أبدا.

حزب أعداء الفشل قدم لمصر 140 ألف مسكن لمحدودى الدخل وجار العمل ليصل العدد إلى 245 ألف مسكن، وأنجز ثلاثة آلاف كيلو متر من الطرق الحديثة لربط أجزاء مصر النائية وفتح فرص للتوسع العمرانى والاستثمار، وأنجز عشرة آلاف فدان والعمل على وشك الانتهاء لمضاعفة المساحة، ومشروع عملاق بشق قناة السويس الجديدة، ومشروع عملاق آخر فى جبل الجلالة وشرق قناة السويس.. مشروعات تمت.. ومشروعات يجرى العمل فيها على قدم وساق ولا مكان فى هذا الوقت إلا لمن يرفض الفشل والفساد ويؤمن بالعمل.. حزب أعداء الفشل يعمل على إنجاز ما يمكن إنجازه فى أربعين عاما فى أربعة أعوام.. ومن يجد فى نفسه القدرة على المشاركة فليتفضل ومن يفضل أن يقوم بدور عواجيز الفرح فليسكت إلى الأبد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف