اخبار الرياضة
حامد عز الدين
حلوة الصورة يا مصر .. ودايما
كان المشهد أكثر من بديع في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي مساء السبت الماضي حيث أقيمت المباراة النهائية لبطولة الأمم الافريقية الرقم 22 لكرة اليد بين منتخبي مصر وتونس . لا مكان لقدم في الصالة التي تلونت كل جنباتها بألوان العلم المصري التي حملها أكثر من 30 ألف متفرج ضموا كل أطياف الشعب المصري كبارا وصغارا رجالا ونساء , مصريين تجمعهم نفس الوجوه لا يمكن لأحد مهما حاول أن يميز بينهم شكلا ولا موضوعا .. صورة مبهجة تثير كل الأمل والتفاؤل بمستقبل مصر والمصريين الذين شعروا بأن أبناءهم من أبطال كرة اليد يحتاجون الي الدعم والمساندة في مواجهة عملاق كرة اليد العربية والافريقية المنتخب التونسي أكثر المنتخبات الافريقية تتويجا باللقب فلم يخيبوا الرجاء . لم يحتج هؤلاء المصريون الي دعوة فقد نفدت كل تذاكر المباراة قبل موعدها بساعات طويلة فهكذا هم في الملمات والمواقف الصعبة .. وجاء الدور علي شباب مصر من أبطال كرة اليد لكي يؤكدوا للشعب المصري أنهم دوما عند حسن الظن . قدم الأبطال جهدا خرافيا في مواجهة نسور تونس الخضراء الأقوياء الذين يتفوقون عليهم في الطول والعرض والارتفاع بدنيا والذين لم ينجح أي منتخب في تحقيق التفوق عليهم طيلة مباريات البطولة التي سجلوا خلالها أرقاما قياسية غير مسبوقة في عدد الأهداف . ولم يكن أدل علي ذلك من أن نتيجة المباراة النهائية ظلت هي التعادل السلبي حتي الدقيقة الخامسة عندما سجل المنتخب المصري الهدف الأول .
وسارت المباراة سجالا هدفا بهدف حتي الدقيقة الأخيرة عندما خطف رجال تونس هدف التقدم للمرة الأولي ـــ والأخيرة ـــ في المباراة . وعلي رغم أخطاء التشكيل الذي بدأ به الكابتن مروان رجب المدير الفني للمنتخب المصري المباراة الا أن اللاعبين غطت حماستهم وروحهم العالية علي أخطاء التشكيل ولم يسمحوا للمنتخب التونسي بالتقدم سوي تلك المرة الواحدة الوحيدة 10-9 علي منتخب مصر . وبدا الشوط الثاني بحماس هائل في المدرجات من المصريين » الشعب »‬ وبحماس هائل في الملعب من المصريين »‬ أبطال اليد» فعاد المنتخب المصري ليتعادل ثم يتقدم في دقيقتين في بداية الشوط ويظل هو المتقدم حتي النهاية وبفارق ثلاثة أهداف حتي الدقائق الثلاثين الأخيرة التي سجل فيها نسور تونس هدفا لتنتهي المباراة 21 ـــ 19 وليحقق المصريون »‬في المدرجات والملعب » الأمل بالتأهل الي نهائيات دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بريو دي جانيرو ونهائيات كأس العالم لكرة اليد في فرنسا .
وفي موقع آخر بالصالة المغطاة كانت هناك مجموعة من رجال الشرطة المصرية لا فرق بينهم من الضباط والجنود المكلفين بتأمين الصالة المغطاة باستاد القاهرة وقد نسوا كل شيء وتذكروا فقط أنهم مصريون .. وكانوا يهتفون باسم مصر في الدقائق الصعبة الأخيرة في المباراة كلما تقدم المنتخب المصري . وبمجرد اعلان تحقيق الانتصار تحول الملعب الي ساحة للعناق والأحضان بين اللاعبين بعضهم البعض وبينهم وبين أعضاء الجهاز الفني . وفي المقصورة الرئيسية كان العناق وتبادل التهنئة بين الجميع بداية برئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز الذي تخلي عن وقار الوزير وترك لنفسه العنان لاعلان الفرحة كمواطن مصري وللدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وللدكتور خالد حمودة رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد . وذابت لحظات العناق والفرحة بالانتصار بين المقصورة الرئيسية وبين باقي أرجاء مدرجات الصالة المغطاة التي شهدت بالفعل دموع تحقيق الانتصار »‬الغالي» لدولة عظيمة تحقق النجاحات رغم أنف وعلي رغم قوة أعدائها ومؤامراتهم في الداخل والخارج .
هذا المشهد التاريخي الرائع الذي نقلته ــ علي استحياء ــ قنوات بي ان سبورت »‬القطرية » بلا تركيز أعتبره بمثابة أعظم تأكيد للدنيا علي عظمة ووطنية هذا الشعب المصري »‬ الأصيل »‬ وقدرته علي تخطي المحن وصنع المعجزات . وكان هذا الحضور الجماهيري الضخم قياسا الي حجم الصالة المغطاة تأكيدا علي اقتراب مصر المحروسة من طبيعتها كبلد للأمن والأمان .. وكانت الصورة بصفة عامة بمثابة اعلان عن لحمة الشعب المصري بجميع أطيافه واتفاقهم ـ باستثناء الخونة ــ علي عشق الوطن . وكان المشهد كله أقرب الي الصفعة العنيفة علي أقفية الذين يحاولون أن يدقوا الأسافين بين المصريين ويراهنون علي قدرتهم علي تقسيم أبناء الوطن الواحد .
حفظ الله مصر وطنا للأمن والأمان والعدل والحرية »‬المسؤولة ».

هذا المشهد التاريخي الرائع الذي نقلته ــ علي استحياء ــ قنوات بي ان سبورت »‬القطرية »‬ بلا تركيز أعتبره بمثابة أعظم تأكيد للدنيا علي عظمة ووطنية هذا الشعب المصري »‬ الأصيل » وقدرته علي تخطي المحن وصنع المعجزات .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف