الصباح
أحمد جلال
أمم اليد.. اختبار ضد الفوضى فى «25 يناير»
ليست مجرد بطولة رياضية كبرى، تلك التى تنظمها مصر، لكأس الأمم الإفريقية لكرة اليد فى الصالة المغطاة بستاد القاهرة، ذلك لأننا نفتقد مثل هذه الأحداث الرياضية المجمعة، فى لعبة شعبية لها جمهور كبير، لن يقل عن جمهور كرة القدم، إضافة إلى أن الحدث الدولى، يتزامن مع الاحتفال الخامس بثورة 25 يناير، وسط دعوات مغرضة لإثارة الفوضى، تحت مزاعم تفجير ثورة جديدة، وكأن منا من أدمن نهج الشيعة فى إراقة الدماء فى كربلاء !!
ولأن الاتحاد الإفريقى لكرة اليد يشترط ضرورة حضور الجماهير، ويرفض إقامة أكبر بطولة يتم تنظيمها تحت إشرافه بشكل سرى، على غرار ما يحدث الآن فى ملاعب كرة القدم المصرية، فإن هذا الحدث سيكون بمثابة اختبار سياسى من الطراز الرفيع، لإمكانية عودة المياه إلى مجاريها، بين الجماهير والأمن، وكذا التأكيد على مفهوم دور شركات الأمن الخاصة فى تنظيم دخول الجماهير للمباريات، ورفع جزء كبير من العبء عن كاهل وزارة الداخلية، بحيث يقتصر دورها على تأمين مداخل ومخارج الطرق المؤدية لستاد القاهرة الدولى بمدينة نصر فقط، مع إسناد التنظيم الداخلى لشركة المدرج، التى أعدت برنامجًا علميًا وعمليًا للتعامل مع الأعداد المتوافدة، وأدرجت نظامًا دقيقًا، بشأن ترتيب مقاعد الصالة المغطاة، إلى حد أنه تم اختزال السعة الرسمية للصالة الكبرى بستاد القاهرة إلى 16 ألف متفرج، بدلًا من 25 ألف متفرج، بعد تعديل المقاعد، وربط التذاكر المباعة برقم الكرسى، بحيث يعرف كل فرد مقدمًا، رقم مقعده من التذكرة التى يتحصل عليها، سواء عن طريق البيع عبر الإنترنت، أو المنافذ الخاصة ببيع التذاكر، فى أكشاك قرب الاستاد، وفى بعض الأندية الكبرى.
أمم إفريقيا لكرة اليد.. حدث كبير، يؤهل الفائز به للحصول على بطاقة التأهل لأولمبياد ريو دى جانيرو، وهو أمر له قيمته البالغة، بعد إخفاق كرة القدم، والسلة والهوكى، باستثناء الكرة الطائرة، التى أنقذت ماء وجه اللعبات الجماعية، لكن هناك ما هو أكثر أهمية، لأن التحدى الحقيقى يكمن فى مواجهة أى دعوات للتخريب، أو الاندساس وسط الجماهير، استغلالًا لهذا المحفل الدولى، من أجل إحداث حالة من الفوضى، وهو أمر قاله لى خالد العوضى مدير اللجنة المنظمة للبطولة أنه كان محل دراسة عميقة، من جانب كل الأطراف، سواء وزارة الداخلية، أو شركة الأمن الخاصة المسئولة عن دخول الجماهير، أو اللجنة المنظمة للبطولة، لا سيما وأن هذا اليوم يضم أكثر من مباراة، منها مواجهة مصر مع الجابون، ما يعنى أن الإقبال سيكون كبيرًا، فى 25 يناير تحديدًا.
بقى أن تعرف الجماهير التى تسعى لتشجيع منتخب مصر، أن فكرة إطلاق الشماريخ، خلال المباريات أمر محرم، ليس فقط لأنه مخالف للوائح الاتحاد الإفريقى لكرة اليد، كما هو الحال فى كرة القدم، ولكن لأن طبيعة الصالات المغطاة التى تقام عليها مباريات اللعبة، لا تناسب مع هذه الطريقة العنيفة من الاحتفال، على اعتبار أن المكان مغلق، وليس مفتوحًا، مثل ملاعب كرة القدم، وبالتالى تتعرض حياة الغالبية العظمى من الجماهير للخطر، بسبب الاختناق الذى تسببه هذه الشماريخ، الأمر الذى يجب أن يعرف معه الجميع، أن التعامل مع الألعاب النارية بكل أشكالها، قد يؤدى لمخاطر جسيمة، تصل إلى حد إلغاء البطولة برمتها

التحدى كبير رياضيًا وسياسيًا وأمنيًا.. لكنه يستحق أن نخوضه، إذا أردنا الخروج من قمقم المباريات السرية التى فرضت نفسها على الحياة الرياضية، وخاصة ملاعب كرة القدم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف