الوفد
اللواء حمدى سرحان
الاحتقان المزعوم
تحت عنوان «خارطة التصالح» مع شباب يناير نشرت إحدى الجرائد اليومية هذا الخبر، وفى صفحتها الخامسة نشرت تفاصيله ومن بينها دعوة مؤسسات الدوله للتصالح مع شباب ثورة 25 يناير للمساهمة فى تخفيف حدة الاحتقان بالافراج عن المحبوسين منهم.
ويبين من مطالعة ذلك المقال انه كان ترديدا لفكرة طرحها رئيس تحرير تلك الجريدة خلال احد البرامج التليفزيونية. وإذا كنا نتفهم ان إقدام احد المحررين الصحفيين على ترديد فكرة طرحها رئيس تحرير الجريده التى يعمل بها امر قد تكون له مبرراته التى يقدرها ، الا ان المقال يؤكد بما لايدع مجالا للشك انه قد تم كتابته على سبيل النفاق والمداهنة لكى يكون صدى لما تم بثه خلال ذلك البرنامج التليفزيونى. كما يؤكد ايضا ــ وذلك هو الأخطر فى تقديرى ــ محاولة ترسيخ الفكرة فى اذهان المشاهدين والقراء..على امل تكوين رأى عام مؤيد ومتعاطف مع الفكرة.
وإذا تعمقنا قليلاً فى مضمون المقال أو فيما تم طرحه من خلال شاشة الفضائية التى تم بث البرنامج من خلالها سنكتشف بكل سهولة أن كلاهما (المحرر ورئيس التحرير) قد تناسيا عمداً الدور الذى لعبه أصحاب الأسماء التى أشارا إليها سواء ــ فى البرنامج أو المقال ــ خلال أحداث يناير وما بعدها وإنهم مودعون بالسجون تنفيذاً لأحكام قضائية صدرت قبلهم بعد محاكمات عادلة استمرت بضعة شهورلما ثبت فى حقهم من جرائم قاموا بارتكابها بل واعترف بعضا منهم بارتكابها عبر شاشات التليفزيون ، ومن ثم يكون الحديث عن المصالحة معهم لغو لا طائل من ورائه. لأنه لا مصالحة مع من خرب أودمر أو سفك دماً.
والمضحك فى الأمر انهما قاما بوضع صورة وائل غنيم وذكرا اسمه عدة مرات باعتباره من شباب يناير وفاتهما أن المذكور حراً طليقاً يتنقل بين العواصم الأجنبيه يتلقى التكريم هنا ويمنح الجوائز فى أخرى تقديراً للدور التخريبى الذى قام به خلال السنوات الماضية ومازال حريصا على القيام به حتى وقتنا هذا من خلال شبكة التواصل الاجتماعى التى يجيد استخدامها فى تعامله مع من هم فى سنه أو أقل.
وقد تزامن ذلك مع حديث وحوار مطول أدلى به المرشح الرئاسى السابق ــ أبو ضحكة جنان ــ من خلال إحدى الفضائيات صدع بها رؤوس من تابعه من جمهور المشاهدين بحديثه الممل الذى أثار ردود أفعال واسعة تستنكر ما قاله وما طرحه من افكار وكان من بينها نفس الفكرة ــ أعنى فكرة المصالحة ــ ولا يمكن بطبيعة الحال أن يكون ذلك من قبيل المصادفة البحتة بل هو بلا شك سياق واحد فى إطار منظومة كاملة تستهدف امن واستقرار هذا الوطن.
كما انه يتوافق تماما مع ما يحدث فى عدد من العواصم الأجنبية من بعض من ينتمى لهذا البلد إلا أنهم تجردوا من وطنيتهم وباعوا ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات. ولكل هولاء أقول: استمروا فى غفلتكم، أما نحن فلن نلدغ من الجحر مرتين ووقت الحساب أت لاريب فيه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف