صباح الخير
محمد عبد الرحمن
ليالى الحلمية.. النجوم متحمسون والجمهور «قلقان»!!
عدد المسلسلات المزمع إنتاجها خلال العام الجارى لعرضها فى رمضان المقبل لن يقل عن 25 مسلسلا حتى الآن، إلا لو تراجع أكثر من منتج لأسباب تسويقية، المسلسلات التى تثور حولها المناقشات كالعادة إما أعمال النجوم كعادل إمام أو الصاعد بقوة محمد رمضان، أو تلك التى يقف وراءها أسماء مثيرة للانتباه مثل «أفراح القبة» المأخوذة عن رواية لنجيب محفوظ.

لكن ما سبق يمكن أن نصفه بالجدل التقليدى، لكن جدلا من نوع آخر سيصاحب مسلسل «ليالى الحلمية» الجزء السادس حتى خامس أيام رمضان على الأقل، المسلسل الذى أعلن فنانون جدد عن نيتهم إعادته للحياة مرة أخرى بعد عشرين عاما من عرض الليلة التى لم تعد أخيرة، ثارت حوله عاصفة من الآراء المتعارضة ما بين النجوم والنقاد والجمهور أكدت مكانته ودوره فى تكوين الشخصية المصرية من جهة، ومن جهة أخرى أشارت إلى صعوبة المغامرة التى يبدو أن أصحابها مصممون على المضى فيها قدما حتى الآن.. لماذا سيستمر الجدل حول هذا المسلسل حتى الخامس من رمضان، لأنه من المعروف أن بعد الأيام الأولى من الشهر الكريم يعلن الجمهور وقبل النقاد عن موقفهم من كل الأعمال، ونادرا ما تنجح أعمال درامية فى جذب الجمهور الذى انصرف عنها فى الأسبوع الأول من الشهر، حدث هذا بشكل استثنائى فى رمضان الماضى مع مسلسل «طريقي» لشيرين عبدالوهاب والسينارست تامر حبيب والمخرج محمد شاكر خضير، الذى جذب الجمهور أكثر فى النصف الثانى من شهر الصيام، لكن المعتاد أن يحكم الجمهور على المسلسلات وخصوصا أعمال النجوم مبكرا، والوضع سيكون أدق بالنسبة للجزء الخامس من ليالى الحلمية، المشاهدون الذين تخطوا عامهم الثلاثين بقليل حتى هؤلاء الذين خرجوا على المعاش سينتظرون الحلقات الأولى للحكم سريعا على العمل، ولو فشل الصناع الجدد فى اكتساب الثقة فسيعتبر المتفرجون أنهم شاهدوا فقط خمسة أجزاء لا ستة، وسيتعاملون مع السادس كأن لم يكن، وفى رأيى فإن نسبة نجاح أو فشل المسلسل متساوية إلى حد كبير، أو بمعنى أدق هذه التجربة إما أن تنجح جدا، أو تفشل جدا.
• غياب البدرى وغانم
غير أن الجدل حول المسلسل لن يشتعل فقط مع اقتراب عرضه فى يونيو المقبل أى بحلول شهر رمضان، وإنما أتوقع أن يتابع الجمهور اختيارات الممثلين عن قرب خصوصا فيما يتعلق بمن سيستمر من أبطال الجزء الخامس، وفيما بات شبه مؤكد أن يحيى الفخرانى «سليم البدري» وصلاح السعدنى «سليمان غانم» غير موجودين، دراميا لأنهما كانا طاعنين فى السن خلال الجزء الخامس الذى انتهى بتولى حسنى مبارك الحكم، بالإضافة للحالة الصحية للفنان صلاح السعدنى وكذلك انشغال الفخرانى بمسلسل «فى بيتنا ونيس» لكن المفاجأة كانت فى تصريح الفنانة الكبيرة صفية العمرى بأنها استلمت بالفعل أوراق الحلقات العشر الأولى من الجزء السادس من المسلسل، العمرى أو «نازك السلحدار» كانت فى نفس المرحلة العمرية للبدرى وغانم فى نهاية الجزء الخامس، فكيف ستظهر فى الجزء السادس هل من خلال الفلاش باك أو باعتبارها لاتزال على قيد الحياة وقد تعدت التسعين عاما، لا أحد يعرف، هى نفسها قالت إنها لم تقرأ الورق بعد ولم تقرر، لكنها أطلقت تصريحا مؤثرا عندما قالت «أنا أموت لو ليالى الحلمية اتعمل من غيري» هنا نحن أمام نجمة يجرفها الحنين للشخصية الأهم فى تاريخها الفنى، لكن لأى حد قد تخاطر العمرى وتقبل حتى لو لم تكن مطمئنة لباقى التفاصيل.
• رأى فنانى الليل
على خط مواز قالت الفنانة إلهام شاهين التى قدمت شخصية «زهرة سليمان» فى الأجزاء من الثالث إلى الخامس إنها مستعدة للمشاركة لكن بشروط أبرزها أن يكون الورق والتنفيذ جيدا، لكنها لم تخف رأيها بأن يحمل المسلسل اسما آخر مع الإشارة إلى أنه امتداد للحلمية ولياليها، أما الفنانة فردوس عبدالحميد فرغم أنها انسحبت من الجزء الأول ولم تكمل شخصية «أنيسة» التى قدمتها لاحقا وبتفوق الفنانة الكبيرة محسن توفيق، فردوس قالت أيضا إنها مستعدة للمشاركة لكنها مشروطة بشكل الدراما وبقدرة صناع العمل المؤلفين أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين على استلهام روح تقديم التاريخ من خلال الدراما والشخصيات البسيطة، وهو ما برع فيه الراحلان أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ.
المطرب محمد الحلو فجر مفاجأة من جانبه، وقال إنه لم يتنازل بعد عن أغنية «ومنين بيجى الشجن» التى كتبها سيد حجاب ولحنها ميشيل المصرى وإن ظروف الانتاج وقتها جعلته يسجل أولا ويحقق النجاح ثم عندما طالب بأجره وكتابة عقد حدثت عوائق جعلته ينسى الأمر تماما خصوصا أنه حقق شهرة وانتشارًا من خلال الأغنية تفوق أى أموال، الأمر الذى يعنى أن المنتج محمود شميس مطالب بأن يتعاقد من جديد مع الحلو وسيد حجاب وميشيل المصرى وأيضا قطاع الإنتاج صاحب العمل الأول.. ما سبق ينطبق أيضا على باقى الفنانين الذين ستمتد أدوارهم فى الجزء السادس، فحال اعتذارهم سيكون صعبا على الجمهور القلق أساسا من عودة المسلسل، سيكون صعبا مشاهدة العمل بوجوه مختلفة، أو يحتاج مزيدا من الوقت للتأقلم وهو ما قد لا تتيحه طبيعة المنافسة الرمضانية واختبار الحلقات الخمس الأولى، وهو ما يضع على عاتق المخرج مجدى أبوعميرة وباقى الفريق مهمة مركبة، الأول إقناع النجوم القادرين على الاستمرار دراميا فى الجزء الجديد بالوقوف أمام الكاميرا، ثم إقناع الجمهور بأن ما يرونه على الشاشة امتداد طبيعى للجزء الخامس لكن باختلاف الأدوات وتطور أسلوب التصوير والإخراج بسبب الفارق الزمنى، عدا ذلك فإن التجربة ستفقد حماس النجوم وستؤكد للجمهور أن قلقهم كان فى محله. •
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف