الكورة والملاعب
أيمن الرمادى
طريقة برشلونة.. سبب رحيل باكيتا من الزمالك
في السابق قبل ان تكون كرة القدم صناعه كان علي المدرب أن يختار طريقة اللعب بناء علي إمكانيات وقدرات لاعبيه.
أما الان في كرة القدم الحديثة.. فان المدرب يحدد مسبقا استراتيجية لعب الفريق والطريقة التي سيلعب بها. ثم يتعاقد مع بعض اللاعبين المتميزين والقادرين علي تنفيذ هذه الطريقة. وبذلك تحولت كرة القدم الي لعبة عملاقة تعتمد علي أداء خططي مبهر للمشاهدين والعاملين في التدريب . كما أصبح مشاهدة مباراة عالمية لا تقل متعتها عن حضور حفل موسيقي أو أوبرا عالمية.
ولكي نصل بالمشاهد المصري لهذه المتعة في الدوري المصري. لابد أن نتخلي عن بعض الأفكار القديمة. مثل الاهتمام الكبير بطريقة اللعب 4-4-2 أو4-2-3-1 أو 4-3-3 أو 3-5-2 أو 3-4-3 . لأن هذه الطريقة أو تلك ليس لها أهمية كبيرة في الإجادة داخل الملعب. حيث إن الأهم هو آلية تنفيذ كل لاعب لدوره وكذلك تنفيذ المجموعات لأدوارها الدفاعية والهجومية والأهمية القصوي لإتقان اسلوب لعب معين.
ولو ركزنا طريقة لعب لويس هنريكي في برشلونة وطريقة لعب مستر باكيتا المدير الفني المقال من الزمالك نجد أنها متطابقة تماما من حيث الشكل ولكن علي الورق فقط. ولعل هذه الطريقة كانت سببا في التعجيل برحيل باكيتا من النادي الابيض لانه لم يدرك الفوارق الفردية والجماعية واستمرار التركيز في التنفيذ الخططي طوال وقت المباراة بين لاعبينا ونظرائهم المحترفين في اوروبا. لاسيما أن معظم لاعبينا يفتقدون الي التركيز مع الوقت ويحتاجون دوما الي من يذكرهم بواجباتهم خلال سير المباراة وحتي نهايتها.
لذلك فان طريقة اللعب علي الورق يجب ان تكون مناسبة لقدرات اللاعبين الذين سينفذونها عمليا وهذا لن يتأتي الا عند اختيار العناصر الجديدة للفريق.
ومن هنا يتضح أن طرق اللعب لاتعني كثيرا في كرة القدم اذا لم تكن مناسبة للاعبين وامكانياتهم الفنية والبدنية . فقوة برشلونه مع جوارديولا أو هنريكي ليست بسبب طريقة اللعب بقدر ماهي اسلوب لعب "التيكي تاكا" واختيار لاعبين استطاعوا تنفيذها بسهولة ويسر ودون تعقيد فني أو تكتيكي.
واذا ما عدنا الي ايام باكيتا مع الزمالك فسنجد انه لعب 4-3-3 أحيانا بثلاثي في وسط الملعب مكون من طارق وإبراهيم صلاح ومعروف يوسف . وعلي الرغم من ان هذا الثلاثي قدراتهم ممتازة ولكن التركيبة افسدت الطريقة 4-3-3 لأن قدرات هذا الثلاثي غير متنوعة ولم تمنح الفريق أي امتلاك للكرة بما يخدم الفريق طوال المباريات. في حين أن نجاح تلك الطريقة مع جوارديولا كانت بسبب التنوع الرهيب في ثلاثي الوسط المتمثل في سيرجيو بوسكيتس وتشافي هيرنانديز وانيستا.
وعندما تولي الراحل عبد الكريم ميتسو فريق الغرافة القطري لعب بطريقة 4-3-3 ايضا ولتأمين فريقه سعي لكي تكون المساحة بين المهاجم وأخر المدافعين بفريقه لاتتجاوز 25 مترا في أغلب الأحيان. اما في حالة مستر باكيتا مع الزمالك فكانت المساحة بين المهاجم وآخر المدافعين تتخطي الخمسين مترا تزيد.
لذلك تجدر الاشارة الي انه ليست الطريقة هي التي تعطي قوة فنية للمدربين ولكن القوة الحقيقية في نوعية التدريبات والذكاء في ان يصل اللاعب داخل الملعب الي آلية الأداء بحرفية وتلقائية وبدون تلقين من خارج الخطوط.. هذا التلقين نسمعه بسبب عدم وجود جماهير.. اصبح عادة في مباريات الدوري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف