التحرير
ابراهيم منصور
أن تكون محمود طاهر
ما إن تعرفه إلا وتدرك أنك أمام رجل زاهد لم يسعَ إلى منصب أو جاه أو نفوذ.

وظل سنوات طويلة يساند الأعمال الاجتماعية دون الظهور كما كان يفعل الآخرون.

كان لديه كل أسباب دخول أى مجتمع لطبيعة شغله فى مجال الأعمال..

وقد رفض الكثير من العروض التى دعاه إليها أصحاب النفوذ والقرارات..

لكنه فضل على كل ذلك العمل لصالح النادى الأهلى.

وظل سنوات طويلة يساند الأهلى من الخلف إلى أن تم استدعاؤه فى فترة حرجة من تاريخ النادى للترشح لرئاسة النادى.

إنه محمود طاهر الذى سعى واستطاع أن يعيد النادى الأهلى كمؤسسة تربوية اجتماعية وطنية فى مجتمع يعاد بناؤه من جديد.

واستطاع خلال فترة قصيرة أن يعيد الأمل داخل النادى الأهلى فى خدماته التى يقدمها للأعضاء، وتوسعاته فى مناطق مختلفة للخروج من الحيز الضيق فى الجزيرة أو فى مدينة نصر، لينطلق فى زايد بمشروع كبير يتيح عضوية أكثر للمواطنين.

واستطاع استيعاب جماهير النادى من الألتراس الذى يسبب إزعاجًا كبيرًا لآخرين ومحاولات الانتقام منهم لدورهم فى ثورة يناير ومن ثم اتهامهم بأنهم جماعة إرهابية.

لكن محمود طاهر كان صاحب رؤية مغايرة لما يفعله الآخرون فى نظرتهم لهؤلاء الجماهير، الذين كثيرًا ما أبهروا الجميع فيما نظموه فى مهرجاناتهم ودخلاتهم فى حب النادى.

وما فعله محمود طاهر مع تلك الجماهير فى احتوائهم واحترامهم جعل هناك من يكره ذلك التصرف، خصوصًا أنهم يريدون القلاقل للانتقام.
ومحمود طاهر يعمل لصالح الأهلى وجماهيره ولا يعمل لصالح أحد.

ولو كان يريد النفوذ من خلال الارتباط بمؤسسات تتشكل لفعلها، لكنه رفض ذلك ويعتبر نفوذه هو فى الأهلى وجماهيره التى استدعته ووقفت بجانبه باكتساح.

لقد حاول محمود طاهر فى خضم ثورة 25 يناير أن يشارك فى العمل السياسى ليقدم نموذجًا تطوعيًّا فى خدمة الوطن وإعادة بناء الدولة ديمقراطيًّا بعد سنوات طويلة من الاستبداد، وذلك مع كثيرين حاولوا، ومنهم من عاد من الخارج، حيث كان هناك أمل كبير فى بناء دولة مدنية حديثة وبشكل متسارع.

وأسس حزبًا سياسيًّا سمَّاه "الوعى" وكان حريصًا أن يضم فى عضويته شبابًا خدموا فى الثورة وأجيالًا جديدة قادرة على البناء، على أن تتم رعايتهم من خلال المشاركة السياسية التى حرص الجميع عليها فى الثورة.

لكن لم يستمر الوضع الذى كانت عليه آمال الناس فى مجتمع ديمقراطى مدنى حديث، وتخاطفت قوى "متخلفة" الحياة السياسية وأرادت أن تعود الناس إلى بيوتها مرة أخرى لتسبح بحمد "الرئيس الحكيم"، كما كان يحدث فى السابق.

وآثر محمود طاهر الابتعاد عن السياسة ولم يسِر على خطى آخرين ممن أسسوا أحزابًا أو استولوا على هيئات ومؤسسات مدنية ليشتروا مرشحين وناخبين للتباهى بأن لديهم نفوذًا فى البرلمان الجديد، الذى ينكشف كل يوم حجم العار الذى جرى به تشكيله.

لقد كان صاحب رؤية مختلفة عن هؤلاء الذين يعرفهم جيدًا، مفضلاً العمل لصالح النادى الأهلى وجماهيره فقط ليعود قلعة جديدة فى عالم المجتمع الأهلى، ومؤسسة اجتماعية وطنية.

فهو ذلك أن تكون محمود طاهر..

لكن هناك من يريد الانتقام، فإذا بهم يبحثون عن خطأ للهيئة الإدارية المتمثلة فى وزارة الشباب، ووزيرها الذى يلعب على كل الأحبال ليحلوا النادى ويتخلصوا من محمود طاهر، ليأتوا من بعده بمن يسير على طريقتهم، ويعتبر الجماهير إرهابية ومهرجاناتهم أعمالًا إرهابية.

وهناك دائمًا مترصدون فى الخدمة لا يسعون إلا لمصالحهم الشخصية حتى ولو ذهب الوطن والجميع إلى الجحيم.

والله عيب ما يحدث مع محمود طاهر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف