اللواء الاسلامى
سمير الجمل
هل الدين ثقافة ؟!
يحاول البعض أن يصور الدين على انه مجموعة طقوس وعبادات ويغفلون عن أن الدين الحقيقى وكما تحدث عنه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. هو " المعاملة " وهو وصف بليغ يلخص الأمر كله فى شتى أوجه الحياة .. ثم يأتى كبار مفكرى الغرب والفلاسفة .. بعد ذلك بمئات الأعوام لكى يقولوا بأن الثقافة هى " أسلوب حياة " .. وما الحياة الا سلسلة تعاملات بين الأفراد .. وبذلك يرددون بشكل آخر .. ما تحدث عنه النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقد جاء فى كتاب " الثقافة والشخصية " للدكتور فتحى أبو العينين أن واحدة من السمات الثقافية .. الاستمرار وضرب مثالا على ذلك بالجماعات الدينية التى يعيش معظم أتباعها فى الولايات المتحدة الأمريكية ولا زالت تمارس بعض الشعائر والطقوس تجاه اخناتون أول من نادى بالتوحيد فى مصر القديمة وتحرص الجماعة على المجئ الى مصر فى منطقة الأهرامات لممارسة شعائرها رغم مرور آلاف السنسن على عصر اخناتون .
ولذلك تأتى عمليات ضرب الدين من باب الثقافة لأنك بذلك تضرب الهوية الثقافية .. وأبسط ذلك اهانة اللغة العربية واسقاطها فى أجهزة الاعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة .
والدستور المصرى الجديد فى مادته رقم 25 يؤكد على التزام الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الأمية الهجائية والرقمية بين المواطنين فى جميع الأعمار وتلتزم بوضع آليات تنفذها بمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى وذلك وفقا لخطة زمنية محددة .. هذا عن غير المتعلم الذى لم ينل حظه ولا يتعامل مع اللغة الا مستمعا فقط لكن المادة رقم 24 تتوقف أمام اللغة العربية وتربطها بالتربية الدينية والتاريخ الوطنى بكل مراحله .. وهى محاور أساسية فى التعليم قبل الجامعى الحكومى والخاص وأن تعمل الجامعات على تدريس حقوق الانسان والقيم والأخلاق المهنية للتخصصات العلمية المختلفة ..
ولو نظرنا بعين التحليل لهذه المادة من الدستور سنجد أن اللغة هى أصل الدين بالقرآن الكريم ودستوره .. والتاريخ جزء من الدين .. كذلك حقوق الانسان والقيم الأخلاقية وكلها مكونات دينية .
فهل يعقل الى جانب تدمير اللغة فى الأفلام والمسلسلات والتركيز على مفردات غريبة وشاذة .. أن ترى معظم محلاتنا حتى فى الأحياء الشعبية تتباهى بأن تكتب اسمها بالأفرنجية فى ظاهرة غريبة تدل على اننا فى أحيان كثيرة نعادى أنفسنا .. تحت بند الاستعراض والمكاسب الصغيرة .. اما عن جهل أو تقليد أعمى .. فهل أدركنا أننا بذلك نهدم الدين بسلاح اللغة .
وقد استمعت الى احدى الأمهات تتباهى أمام قريباتها أن ابنها الصغير فى الحضانة لا يتكلم حتى فى البيت معها كلمة عربية واحدة لأنه يتعلم فى مدارس أجنبية تدفع له الشئ الفلانى .. وقلت فى نفسى يا سبحان الله ندفع المال الكثير لكى ندمر لغتنا العربية مع أن تعليم اللغات الأجنبية من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. لكن الجريمة أن يأتى هذا على حساب لغتنا الأصيلة .. ولا حول ولا قوة الا بالله .. والأمر لله من قبل ومن بعد .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف