الأهرام
نبيل عمر
لعبة القطار والفأروانتصار الدول النامية في اجتماعات منظمة التجارة
دائماً ما نجد في اجتماعات منظمة التجارة العالمية تباعداً بين أفكار الدول الكبري التي ترغب في فرض سيطرتها علي مجريات الأمور في كل دول العالم ودائماً ما تؤكد في أقوال ممثليها في المنظمة العالمية أن الكبير هو الكبير والصغير والنامي ليس له مكان وسط الكبار.. الدول الصغيرة والنامية استطاعت أن تفك هذا الحصار وأصبح لها كلمة لأنها اجتمعت علي قول رجل واحد وأصبحت مجموعة الدول النامية في اجتماعات المنظمة التي تعقد كل عامين لها كلمة وترفع شعار أن الكل لازم يعيش تحت هذا الكوكب الأرضي وأن لغة السيد والمسود أصبح ليس لها مكان في هذه الاجتماعات.
دائماً عند بداية هذه الاجتماعات تكون مهددة بالفشل لسبب الخلاف الفكري والأيدولوجي بين الدول الكبيرة التي ما زالت تتمسك بقوتها وترغب في فرض سيطرتها علي مجريات الأمور في كل محاور العالم إلا أن الدول النامية أصبح هي الأخري من الدول الكبري صناعياً وزراعياً مثل الهند والبرازيل ومصر وغيرها من الدول المؤسسة لهذه المنظمة العالمية منذ سنوات طويلة.
شاءت الأمور أن أحضر العديد من هذه الاجتماعات في الدوحة وهونج كونج وغيرها من الدول التي كانت تعقد في اجتماعات المنظمة الدولية وكان دائماً الخلاف قائم بين الدول الكبيرة والصغيرة وكانت الاجتماعات دائماً مهددة بالفشل بسبب المطالب التي ترغب الدول الصغيرة والنامية في الحصول عليها من فم الأسد "الدول الكبيرة" واستطاعت هذه الدول علي مر العصور والسنون أن تفرض كلمتها واضطرت الدول الكبري إلي السمع والطاعة منذ أيام قليلة اختتمت فعاليات المؤتمر الوزاري العاشر لمنظمة التجارة العالمية والذي استضافته العاصمة الكينية نيروبي وذلك بعد مفاوضات شاقة تطلبت عقد المؤتمر يوماً إضافياً حيث كان من المقرر أن ينتهي يوم الجمعة الماضي ولكن نظراً لعدم التوافق في الرؤي بين الدول المتقدمة والنامية والأقل نمواً فقد اضطرت المنظمة إلي فتح باب المفاوضات إلي أن تم إعلان نتائج المؤتمر الذي كان مهدداً بالفشل في موافقة الدول الأعضاء إلي حزمة نيروبي والتي تركزت علي الملف الزراعي وبصفة خاصة تنافسية الصادرات والقطن للدول الأقل نمواً وآلية التخزين الحكومي لأغراض الأمن الغذائي.
كان لمصر دور هام جداً كالمعتاد في مثل هذه الاجتماعات إن الحزمة التي تم الاتفاق عليها تمثل انتصاراً لحقوق ومصالح الدول الأعضاء علي حزمة نيروبي والتي تركزت علي الملف الزراعي وبصفة خاصة تنافسية الصادرات والقطن وآلية التخزين.
إن الحزمة التي تم الاتفاق عليها تمثل انتصاراً لحقوق ومصالح الدول النامية والأقل نمواً بقيادة الوفد المصري الذي رأسه المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة وضم كلاً من السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم بجنيف والوزير المفوض التجاري أحمد طلعت رئيس المكتب التجاري في جنيف والسفير أشرف إبراهيم نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية وأشرف مختار رئيس الإدارة المركزية لمنظمة التجارة العالمية بقطاع الاتفاقات التجارية بوزارة التجارة والدكتورة مروة عبدالعظيم والأستاذة إيمان رفعت والأستاذ حامد الأتربي والمستشار التجاري ياسر قرني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف