الأخبار
نبيل زكى
موعد مع مسلمي روسيا
التحرك السياسي المكثف داخل بعض جمهوريات ومناطق الاتحاد الروسي، في الوقت الحاضر، يرجع الي اقتناع القيادة الروسية بان بعض الاحزاب السياسية تستخدم الاسلام والميول المتطرفة بغرض اضعاف الدولة وخلق بؤر داخل اراضي روسيا تسودها صراعات تحركها قوي خارجية لتغذية وتشجيع الانقسامات بين المجموعات العرقية المختلفة، بل وفي داخل الطائفة الاسلامية نفسها وللتحريض علي النزعات الانفصالية داخل أقاليم معينة.
وكل ذلك يشكل ظاهرة غريبة وطارئة علي مسلمي روسيا عبر التاريخ، كما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن هنا، كان بوتين حريصاً، منذ فترة مبكرة، علي المشاركة في مؤتمر مهم بمناسبة الاحتفال بمرور 225 سنة علي تأسيس الجمعية الروحية الاسلامية، لاعتقاده الراسخ بأن الاسلام يمثل عنصراً حيوياً في الحياة الاجتماعية والسياسية الروسية وأنه ساهم في التنمية الروحية للمجتمع الروسي.
ويطالب بوتين زعماء المسلمين الروس بان يكون صوتهم اكثر قوة في الساحة الدولية وفي المجتمع الاسلامي العالمي، كما أنه يصارح هؤلاء الزعماء بان البعض يحاول استغلال تصاعد التوترات بين الغرب والعالم الاسلامي لصب الزيت علي النار لغير صالح المسلمين، ويعلق علي ذلك بقوله: «ان موقفنا يختلف عن ذلك تماماً.. وهذه ليست طريقتنا»، ويوضح ان روسيا ضد تقسيم العالم الاسلامي او تفتيت دوله او إعادة رسم خريطته بل تريد تعزيز وحدته لكي يكون قادراً علي مواجهة تحديات عصرنا. والمهم ان يكون رجال الدين المسلمون في روسيا ومدرستهم الدينية علي أعلي درجة من المصداقية وان يكونوا قدوة اخلاقية، ويتمتعوا بسلطة روحية ومستنيرين وقادرين علي التصدي لأصعب التهديدات والتحديات، وان تكون المبادرة في أيديهم، وليست في أيدي دخلاء يزعمون انهم يمثلون تيارات دينية بينما هم دعاة للأفكار المتطرفة الغريبة عن روسيا، ويسعون الي تقويض مكانة الإسلام وإلي تصدع وحدة المجتمع الروسي ويرغبون -في نهاية المطاف- في إنهيار روسيا. ولكن ذلك كله لا يمكن تحقيقه - في رأي بوتين - »إذا وقفنا معاً».
ومما يلفت النظر هو إشارة بوتين إلي ان اتخاذ اجراءات لحظر المطبوعات التي تحتوي علي أفكار متطرفة ليست ناجحة تماماً، وقد تؤدي - في رأيه - إلي نتائج عكسية، ومن ثم فإنه يفضل إقناع الناس بالفرق بين ما هو طيب وما هو خبيث، وما هو صواب وما هو باطل يروج للأكاذيب وللكراهية.
توجد في روسيا اليوم 82 منظمة دينية مركزية اسلامية مسجلة. وثمة احصاءات تشير إلي ان عدد المنظمات والمؤسسات الاسلامية في روسيا بلغ 3186، وتم - خلال 15 سنة - تشييد أكثر من سبعة آلاف مسجد.. والقضية الرئيسية المطروحة في روسيا الآن هي مكافحة التطرف والإرهاب. ولهذا انعقد في موسكو مؤخراً منتدي «الرؤية الاستراتيجية : روسيا - العالم الاسلامي الذي شاركت في جلساته.
كلمة السر : الاستنارة القضية الرئيسية في موسكو اليوم هي رد الاعتبار للاسلام <
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف